الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ١٥٢
وأنت أيتها الأم:
هل تنسجم أمومتك مع تركك أطفالا هم في أمس الحاجة إليك وإلى عطفك وحبك. إن سمو الأمومة وعلو مقام الأم هو أكبر من ذلك، أكبر من جميع الآلام والمصائب، من جميع المحن والمتاعب، فالأطفال ينظرون إلى أمهم كحضن دافئ ينشدون فيه كل ما ينشدونه من المحبة والعطف والحنان.
فالأم لا تغذي أطفالها اللبن فقط بل تغذيهم الحب والعاطفة، وهي مسألة تحتل الأولوية في ذلك. وفي مقابل هذه الأهمية وهذه المسؤولية فإن على المرأة أن تنهض بدورها متجاوزة جميع المشاكل والعقبات. وعلى الأم أن يكون همها الأول هو مستقبل أطفالها، فالأمومة هي المدرسة الأولى والمهمة في تربية الطفل وتعليمه المبادىء والأسس التي ينطلق منها نحو المستقبل المشرق.
حديث أخير:
وحديثنا الأخير هنا هو مع أولئك الذين أدت ظروف الطلاق إلى أن يحلوا مكان الأب أو الأم في رعاية الصغار. عليهم ألا يعتبروا هؤلاء الضحايا مجرد مزاحمين..
عليهم ألا يفرقوا في معاملتهم أسوة بأبنائهم.. إنهم في الحقيقة أمانة إلهية في أعناقهم.. إنهم أطفالهم، فقدوا عشهم فلجأوا إليكم ينشدون ما افتقدوه من الدفء والحنان.
إن الله سبحانه قد أمرنا بالإحسان إلى أسرانا في الحروب فكيف بهؤلاء الأطفال الأبرياء؟!
إن ضربهم أو إهانتهم ستكون عميقة الأثر في نفوسهم الغضة وقلوبهم الطرية إنهم أمانة الله في أعناقكم وأنتم مسؤولون عنها يوم القيامة، فأدوا إليهم حقوقهم في المحبة والعطف والأمان.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 155 156 157 158 ... » »»