الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ١٥٦
بمظهرها الخارجي ومحاولة إدخال الرضا في قلب كل منهما بما يعزز من مكانته لديه.
ضرورة ذلك:
وتتجلى أهمية هذا الجانب اليوم أكثر من أي وقت آخر، فالعصر الحاضر يموج بكل أسباب الانحراف والضياع. فالمحيط الاجتماعي المفتوح، وبكل ما فيه من إيجابيات، يبعث في قلب المرء شعورا بالميل إلى بعض المظاهر الخلابة، ولذا فإن ضعاف الإيمان سرعان ما ينجرفون مع التيار بعيدا. وعلى المرأة أن تنتبه إلى هذا الجانب والاهتمام بمظهرها، وبالتالي الإسهام في حماية زوجها من الانحراف. وهذه المسألة تنسحب أيضا على الرجل، إذ ينبغي له الظهور اللائق أمام زوجته بما يجذبها نحوه ويشدها إليه.
والاهتمام بالمظهر الخارجي لا يعني فقط الثياب النظيفة والعطور الفواحة، بل يشمل أمورا أخرى كالابتسامة المشرقة والحديث الحلو والمعاشرة الطيبة وإشادة كل منهما بذوق الآخر وإلى آخره.
أضرار التطرف:
لا إفراط ولا تفريط تكاد تكون هذه القاعدة شاملة لكل نواحي الحياة، ففي الاهتمام بالجانب الجمالي ينبغي أن يكون الأمر في حدود المعقول، فلا تفريط بالمظهر الخارجي وإهماله تماما، ولا إفراط بهذا الجانب والوصول إلى حدود غير معقولة، بحيث تنفق المرأة - مثلا - من الميزانية، ما يهدد بقية الجوانب، وبالتالي تفجير كوامن الغضب في قلب الرجل تجاهها.
إن أساس الحياة المشتركة هو التفاهم والانسجام الفكري، ولذا فإن مسألة الجمال والزينة هي الأخرى تخضع لهذا القانون، فالنفوذ إلى قلب الرجل أو المرأة لا يقتصر على الزينة الظاهرية فقط، إنما يتطلب اهتماما شاملا بكل أركان الشخصية، وبنائها المطلوب، ذلك أن الجمال
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»