واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ١٦
حياتي هوجاء لا أرى مجالا متسعا للاستطراد في تسطيرها!
وبعدها بأيام جاءني ذلك الأخ بكتاب آخر حول جهاد النفس.
وحصلت بعدها على كتب أخرى في تهذيب النفس، ويا لتلك الذكريات العذبة التي ما زالت مخيلتي تحتفظ بها عن تلك الأيام.
* * * انقضت فترة وجيزة و " غرقي " في تلك الكتب كان قد بلغ مداه، ولما وصلت إلى الساحل قلت: من أين أتى كاتب تلك الكتب بما في تلك الكتب!؟
إنه لم يكن ليأتي بشئ من عنده ومن جعبته الخاصة!!
كل ما هناك أنوار وأحاديث لأهل البيت (عليهم السلام).
وأغرقت في التساؤل والاستعجاب!
قلت: ولكن أو أوليس " المؤلف " من " الاثني عشرية " وهم من هم في مخالفتهم لعقائد " الزيدية " (1) الحقة!؟

١) الزيدية: " أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها، ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم، إلا أنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي عالم شجاع سخي خرج بالإمامة، أن يكون إماما واجب الطاعة. سواءا كان من أولاد الحسن، أو من أولاد الحسين رضي الله عنهما...
وهم أصناف ثلاثة: جارودية، وسليمانية، وبترية " الملل والنحل: ١ / ١٥٤ - ١٥٧.
" وأما الزيدية فهم القائلون بإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وزيد بن علي (عليهم السلام) وبإمامة كل فاطمي دعى إلى نفسه وهو على ظاهر العدالة ومن أهل العلم والشجاعة وكانت بيعته على تجريد السيف للجهاد " أوائل المقالات: ٤.
"] عبد الله بن حمزة [: وكل آبائنا عليهم السلام زيد إمامه لأنه - عندنا أهل البيت - إمام الأئمة لفتحه باب الجهاد.
وزيد بن علي ومحمد بن علي و عبد الله بن الحسين وإبراهيم بن الحسن، لم يختلفوا في حرف واحد من أصول دينهم، فلما قام زيد بن علي (عليهما السلام) - دونهم - على أئمة الجور تبعه فضلاء أهل البيت (عليهم السلام) في القيام.
فقال محمد بن عبد الله النفس الزكية (عليه السلام): ألا إن زيد بن علي فتح باب الجهاد وأقام الحجة وأوضح المحجة ولن نسلك إلا منهاجه ولن نقفوا إلا أثره...
فأقول: أخبرني أبي تلقينا وحكاية عن العدل والتوحيد وصدق الوعد والوعيد... والنبوة والإمامة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا فصل ولولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) بالنص، وأن الإمامة بعدهما فيمن قام ودعا من أولادهما وسار بسيرتهما واحتذى حذوهما كزيد بن علي ومن حذا حذوه من العترة الطاهرة سلام الله عليهم واختصت الفرقة هذه من العترة وشيعتهم بالزيدية، وإلا فالأصل علي (عليه السلام) والتشيع له لخروج زيد بن علي (عليه السلام) على أئمة الظلم وقتالهم في الدين فمن صوبهم - من الشيعة - وصوبه وحذا حذوه من العترة فهو زيدي... " أنظر: لوامع الأنوار: 1 / 502 - 503.
" ونسبة الزيدي إلى الزيدية تعني النسبة إلى الفكر الزيدي وهي نسبة انتماء واعتزاء...
والحقيقة هي: أن المذهب الفقهي المعروف بالمذهب الزيدي في اليمن... لم يكن مذهب إمام معين...
الزيدية لا تعتقد بأن الإمام زيد بن علي أولى بالتقليد من غيره كالإمام جعفر الصادق...
إن هذه النسبة] الزيدية [لم يطلقها الإمام زيد على أتباعه، ولا أطلقها - في البداية - أتباعه على أنفسهم... " راجع: الزيدية نظرية وتطبيق: 11 - 14.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 15 16 18 19 20 21 23 ... » »»
الفهرست