واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٣٠
وقد يظن أن هذا الكلام قول باللطفية، وحينها فلا خلاف بين الزيدية والاثني عشرية في كون الإمامة لطفا، إلا أنه أوليس كذلك!
1 - لأن للزيدية نصوصا أخرى تدل على عدم اعتقادهم باللطف في مسألة الإمامة.
يقول أحمد بن يحيى بن المرتضى (1):
"... لا طريق إلى اللطف الخاص إلا السمع، والعام - كالمعرفة - لا بد له من وجه يقتضي اللطفية; ولا وجه هنا " (2).
وهو رأي " يحيى بن حمزة " أيضا:
" وأما القائلون بأن لا طريق إلى وجوب الإمامة إلا الشرع فهم الزيدية والمعتزلة والأشعرية، وقالوا: لا إشكال في كونه لطفا ومصلحة للخلق، ولكن العلم بكونه لطفا إنما يكون طريقه الشرع.

١) هو أحمد بن يحيى بن المرتضى (٧٦٤ - ٨٤٠) الحسني، الإمام المهدي لدين الله، العالم، الفقيه، المجتهد، ادعى الإمامة في ٧٩٣، وخسر وألقي به في السجن وألف في السجن كتابه الفقهي الشهير " الأزهار " عمدة المذهب الزيدي ومرجع طلابه وفقهائه، خلف كتبا كثيرة في أصول الدين والفقه وفي علوم اللغة وغيرها، يعتبره صبحي في كتابه الزيدية " زيديا اعتزل " وله " طبقات المعتزلة ".
من آرائه: صحة حكم (قضاء) أبي بكر بن أبي قحافة في " فدك " التي أنحلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء (عليها السلام)!!
أنظر: التحف: ١٩٣، مقدمة البحر الزخار: ١٤ - ٢٦، الأعلام: ١ / ٢٦٩، الموسوعة اليمنية: ١ / ٦٦، الزيدية: ٤١٠، أعيان الشيعة: ٣ / 203.
2) مقدمة كتاب البحر الزخار: 91.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست