هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ٧٣
وهنا أقف على بعض النقاط التي أرى لا بد من التوقف عندها فأقول: - أن من الأمور المتيقنة في قصة القبض على المسيح (عليه السلام) والتي لا تختلف حولها الأناجيل هي أن التلاميذ كلهم قد هربوا وتركوه (مر:
14 = 51) (متي: 26 = 56) والذي تبعه حسب بعض الأناجيل هو بطرس فقط، وهو حسب الأناجيل أنكر معرفة المسيح (عليه السلام) وحلف ولعن إني لا أعرف الرجل، وعند صياح الديك خرج وبكى (متي: 26:
71 - 75)، والتفاصيل في قصة متابعة بطرس للمسيح (عليه السلام) وجلوسه أو وقوفه خارج أو داخل الدار كلها متناقضة في الأناجيل، فيبقى السؤال هنا: كيف ينقل متي ويوحنا وهما من التلاميذ قصة حوار رئيس الكهنة مع المسيح (عليه السلام) وهما لم يكونا موجودين؟
فيأتي الجواب من قبل المسيحيين بأننا نقول بأن الالهام والوحي الإلهي هو الذي أوحى إليهما بذلك، ولكن من خلال متابعة قصة القبض على عيسى (عليه السلام) وحتى تفاصيل المحاكمة وصلبه كلها كانت غير متطابقة بل ومتناقضة، فأحدهم يذكر أنه حمل صليبه، والآخر يقول غيره قد حمل الصليب، والبعض يقول قد سقي خمرا والآخر يقول خلا.
فلا يبقى مجال للشك بأن الذي كتب في هذه الأناجيل هو ما كان متداولا على ألسن الناس في ذلك الزمان، والدليل على ذلك قصة
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 79 ... » »»
الفهرست