إن الله تبارك وتعالى يقول (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) والحق الذي خلق به السماوات والأرض هو قوله إن الله يقول الحق، (ويوم يقول كن فيكون قوله الحق) فالحق الذي خلق به السماوات والأرض قد كان قبل السماوات والأرض، والحق قوله وليس قوله مخلوقا..
وفي باب آخر من أبواب الرسالة تحت عنوان: باب بيان ما جحدت الجهمية من قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
قال لم أنكرتم أن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم؟
فقالوا: لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ربه لأن المنظور إليه معدود موصوف إنما ترى الأشياء بفعله فقلنا: إن الله يقول (إلى ربها ناظرة) فقالوا: معناها إلى ربها ناظرة تنتظر الثواب من ربها، وإنما ينظرون إلى فعله وقدرته..
فقلنا: إنها مع ما تنتظر الثواب هي ترى ربها، وقد قال النبي (ص): إنكم سترون ربكم..
فأيهما أولى أن نتبع النبي حين قال سترون ربكم، أم قول الجهمي حين قال لا ترون ربكم؟
والأحاديث في أيدي أهل العلم عن النبي (ص) أن أهل الجنة يرون ربهم لا يختلف فيها أهل العلم..
ثم أنكر ابن حنبل في باب آخر قول الجهمية أن يكون الله سبحانه في كل مكان مؤكدا أن الله في السماء فوق العرش مستندا إلى عدد من النصوص القرآنية والروايات المنسوبة إلى الرسول (ص) مهاجما الجهمية عاملا على إبطال استدلالاتهم من القرآن..
يقول ابن حنبل: إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان. فقل أليس الله كان ولا شئ؟
فيقول: نعم..
فقل له حين خلق الشئ خلقه في نفسه أو خارج في نفسه؟