المخلوقة.. ففي هذا دلالة وبيان لمن عقل عن الله عز وجل، فرحم الله من فكر ورجع عن القول الذي يخالف الكتاب والسنة ولم يقل على الله إلا الحق، وقد حرم الله أن يقال عليه الكذب وقد قال (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) أعاذنا الله وإياكم من فتن المضلين وقد ذكر الله كلامه في غير موضع من القرآن فسماه كلاما ولم يسمه خلقا قوله (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) وقال (قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله) وقال (كلم الله موسى تكليما) وقال (يريدون أن يبدلوا كلام الله) وقال (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) ولم يقل حتى يمسع خلق الله...
ثم أن الجهمي ادعى أمرا آخر فقال أنا أجد آية في كتاب الله على أن القرآن مخلوق، فقلنا في أي آية..؟
فقال قول الله تبارك وتعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) فزعم أن الله قال للقرآن محدث، وكل محدث مخلوق، فلعمري لقد شبه على الناس بهذا وهي آية من المتشابه فقلنا في ذلك قولا واستعنا بالله ونظرنا في كتاب الله ولا حوله ولا قوة إلا بالله..
ثم أن الجهمي ادعى أمرا فقال إنا وجدنا آية في كتاب الله تدل على أن القرآن مخلوق.
فقلنا أي آية..؟
فقال: قول الله تعالى (إنما المسيح عيس بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم) وعيسى مخلوق..
فقلنا إن منعك الفهم في القرآن..
ثم إن الجهمي ادعى أمرا فقال إن الله يقول (خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) فزعم أن القرآن لا يخلوا أن يكون في السماء أو في الأرض أو فيما بينهما.
فشبه على الناس ولبس عليهم.
فقلنا له: أليس إنما أوقع الله جل ثناؤه الخلق على المخلوقين ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما فقالوا نعم، فقلنا: هل فوق السماوات شئ مخلوق؟
قالوا: نعم.
فقلنا: فإنه يجعل ما فوق السماوات مع الأشياء المخلوقة..
أحداث عام (241 ه)..