عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٨٧
يقول القرطبي عن الجمع الثاني للقرآن الذي قام به عثمان. أرسل إلى أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك.. وكان سبب ذلك أن القوم اختلفوا وعظم اختلافهم وتشبثهم وأظهر بعضهم إكفار بعض والبراءة منه وتلاعنوا.. (1).
وكان أن قام عبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بنسخ القرآن في المصاحف ورد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن تحرق. وكان هذا من عثمان بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وجلة أهل الإسلام وشاورهم في ذلك فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت في القراءات المشهورة عن النبي وإطراح ما سواها..
ونقل القرطبي عددا من الروايات التي تشير إلى أن هناك خلافات وقعت بين الصحابة حول مسألة جمع القرآن..
ومن هذه الروايات رواية تقول إن ابن مسعود كره لزيد نسخ المصاحف.
وقال يا معشر المسلمين: أعزل عن نسخ المصاحف ويتولاه رجل - يريد زيد بن ثابت - والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر.. (2).
ونقل الترمذي أن ابن مسعود خطب في أهل العراق يقول: يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها. فإن الله عز وجل يقول: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.. فالقوا الله بالمصاحف.. (3).
ودافع أبو بكر الأنباري عن موقف أبو بكر وعمر تجاه زيد وتقديمه على ابن مسعود في جمع القرآن.. (4).

(١) الجامع لأحكام القرآن..
(٢) المرجع السابق، وانظر رفض ابن مسعود الاعتراف بمصحف عثمان في البخاري. كتاب فضل القرآن.
(٣) أنظر الترمذي، وكتب تاريخ القرآن.
(٤) أنظر تاريخ القرآن لعبد الصبور شاهين والزنجاني وغيرهما..
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست