وهذه نتيجة طبيعية لتبني خط ابن تيمية الذي يرفع شعار التوحيد الخالص ويزندق مخالفيه ويصطرع مع العامة تارة ومع العلماء تارة ومع الفرق تارة أخرى وفي النهاية هو في خدمة الحكام..
وهكذا تحولت صورة التوحيد الذي طرحه ابن تيمية إلى الصورة المثلى المعبرة عن الإسلام ولم يعد هناك وجود للطرح الآخر إلا على صفحات الكتب. وبدا الأمر للشباب المسلم الناشئ وبسطاء المسلمين أن هذا هو الإسلام وأن ابن تيمية هو شيخ الإسلام الذي نهض لنصرة التوحيد والذي ترفع الحركات الإسلامية رايته في مواجهة المسلمين قبل أن ترفعها في مواجهة أعداء المسلمين.
ترفعها في مواجهة الصوفية.
وترفعها في مواجهة الشيعة..
وترفعها أيضا في مواجهة السنة الذين يخالفونها..
فكل هؤلاء مشركون لأنهم لا يقرون عقيدة ابن تيمية ويخالفون أصول التوحيد الذي جاء به شيخ الإسلام والذي أعلن هو وتابعه ابن عبد الوهاب أن نواقض الإسلام عشرة من لا يعرفها وقع في الشرك الأكبر وكان في عداد الهالكين وأول هذه النواقض الشرك في عبادة الله والذبح لغير الله. والثاني من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة كفر إجماعا. والإجماع المقصود هنا هو إجماع الوهابية بالطبع، والثاني والثالث من لم يكفر المشركين أو يشك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر. والمقصود بالمشركين هنا المسلمون الذين يخالفون الوهابية. الرابع من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه فهو كافر. الخامس من أبغض شيئا مما جاء به الرسول ولو عمل به كفر. السادس من استهزأ بشئ من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه كفر السابع من فعل السحر أو رضي به كفر. الثامن من ظاهر المشركين وأعانهم على المسلمين كفر. التاسع من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد كما وسع الخضر الخروج على شريعة