أفعالهم ومنكراتهم من جهة وحتى تواجه بها الفرق الأخرى التي تنابذهم كالقدرية بزعامة غيلان الدمشقي ومعبد الجهني.. (1).
ويظهر هذا الأمر أيضا في تبني بعض حكام بني العباس والسلاجقة من بعدهم خط الأشعري وتبني البعض الآخر خط الخلف. كما تبنى المأمون والمعتصم والواثق منهج المعتزلة واصطدموا بأهل السنة وبطشوا بهم مما أدى إلى خلق رد فعل لدى الخلفاء الذين خلفوهم فاحتضنوا أهل السنة ودعموهم. وقد تبنى بعض حكام المماليك خط ابن تيمية وعلى رأسهم محمد بن قلاوون وصديق ابن تيمية.. (2).
وفي الحقبة النفطية المعاصرة تبنى حكام السعودية خط الوهابية الذي تفرخ من مدرسة ابن تيمية ويعتبر امتدادا لها. ودعموه وعملوا على نشره في كل مكان من بقاع العالم الإسلامي حتى أصبح يمثل اعتقاد الحركات الإسلامية. في مصر وأفغانستان واليمن والخليج وأوروبا وكل بقعة يتواجد بها المسلمون..
وعلى الرغم من حجم الخلاف بين مدرسة ابن تيمية والمدارس الأخرى السنية التي تمثل الإجماع في مواجهتها فإن طرح ابن تيمية الشاذ هو الذي ساد على حساب الاتجاهات الأخرى والسبب كما هو واضح هو دعم حكام آل سعود.. (3).
من هنا نشأ التعصب والجمود الذي صبغ الحركة الإسلامية المعاصرة.
كما نشأ التطرف والتكفير في مواجهة المخالفين.. ووقعت الحركة الإسلامية المعاصرة في مأزق فكري جعلها تتخبط في حركتها وتصورها وشغلها بالفروع أو بتعبير آخر شغلها بالمسلمين بدلا من أن يشغلها بأعداء الإسلام مما جعلها فريسة سهلة ولقمة سائغة للقوى الحاكمة المتربصة.