ولقد ساد في واقع الأمة هذا الرأي الذي تبنته جماعة أهل السنة حول الصحابة بينما ضرب الرأي الآخر ونبذ وهو من داخل الجماعة، بعد أن دعم الحكام هذا الرأي لكونه يخدم مصالحهم ويتيح لهم فرصة استثمار كثير ممن يدخل ضمن هذا التعريف ممن لا يستحقون درجة الصحبة ليروي باسم الرسول صلى الله عليه وسلم الروايات التي تضفي المشروعية على سياساتهم وممارساتهم وأنظمتهم وتفرض على الجماهير طاعتهم (1).
وعلى هذا الأساس طغى الرجال على النصوص وأصبح الحق يعرف بهم لا يعرف بالنصوص واعتبر القوم المساس بهم مساسا بالنصوص.
من هذا اعتبرت قضية الصحابة عند أهل السنة قضية بالغة الحساسية فقد ارتبط بها الدين كله وأي محاولة للطعن فيهم تعتبر طعنا في الدين.