عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٦٣
ليست مكتسبة. والرجس هو كل صور المعاصي والتجاوزات الأخلاقية وغيرها مما لم يثبت على الإمام علي منه شئ. فدل هذا على إمامته.
وقد ذكر الفقهاء أكثر من مئة آية نزلت في حق علي لا يتسع المجال لذكرها هنا ويمكن مراجعة ذلك في كتب التفسير (1).
* النصوص النبوية:
إن النصوص النبوية التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وآله في الإمام علي أكثر من أن تحصى وهي تفوق النصوص الأخرى الواردة في الآخرين والتي هي من صنع السياسة في الأصل بهدف زعزعة مكانة الإمام. وقد امتدت يد السياسة إلى النصوص الواردة فيه وحاولت تضعيفها. وما عجزت عن هدمه منها بددت معناه وموهت عليه حتى يضلوا المسلمين عن حقيقة مكانة الإمام ودوره ورسالته التي تسلمها من الرسول.
ولا شك أن سيادة الخط الأموي المعادي لآل البيت والإمام علي بعد وقعة صفين - والذي تزعمه معاوية - قد عمل جاهدا - على ما هو ثابت ومعروف - على سب الإمام والطعن في آل البيت واختراع الروايات التي تضفي المشروعية عليه وعلى ممارساته ومواقفه وتحط من الخط الآخر خط آل البيت وتثير الشبهات من حوله. وقد أعانه على هذا كله الكثير ممن ينتسب إلى الإسلام من مدعي الصحبة والتابعين.
وأول النصوص النبوية قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (2).
وقوله صلى الله عليه وآله: " إني تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي الثقلين وأحدهما أكبر من الآخر. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض.
وعترتي أهل بيتي. ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (3).

(١) أنظر المراجع السابقة. وكتب التفسير..
(٢) البخاري كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي.
(3) رواه أبو داوود..
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست