عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٣٢
ثم تلقف تيار الجهاد فكرة الحاكمية من سيد قطب بعد ذلك، وجعلها مرتكز نظريته الجهادية، ثم ارتد عنها تحت تأثير الموجة السلفية السعودية التي أغرقت الواقع الإسلامي بمصر في فترة السبعينات واستبدلها بفكرة ابن تيمية (1).
ويبدو أن طرح السلف لم يعن تيار الجهاد على إبراز فكرة الحاكمية بصورة تحسم الخلاف وتعين على مواجهة الواقع مما فتح ثغرة للتيارات المناوئة له وفي مقدمتها تيار الإخوان والسلفيين اللذان أصدرا الكثير من الكتب لإبراز الفكرة الحقيقية للإمامة كما يراها السلف لا كما يراها تيار الجهاد (2).
ثم انشق عن التيار السلفي تيار جديد يرى فكرة الحاكمية بصورة واقعية وسطية بين طرح السلف وطرح سيد قطب (3).
وبرز تيار تكفيري جديد يؤمن بالجهاد والصدام مع الواقع، وارتبط ببعض الأحداث التي وقعت في الساحة المصرية عام 87 (4).
ومثل هذا الخلاف والتطاحن بين الاسلاميين - والذي يتجلى بصورة واضحة في الساحة المصرية. وقد أدى ولا زال يؤدي إلى انشقاقات وحركة تفريخ مستمرة بين التيارات الإسلامية - مثل هذا الخلاف إنما يعود سببه إلى غياب الفكرة الحقيقية للإمامة عن واقع المسلمين.

(١) أغرق سوق الكتاب بمصر من فترة السبعينات بكتب التيار الوهابي والتي كانت توزع مجانا على طلبة الجامعات، وأسهمت في تشكيل عقولهم وسيادة الطرح السلفي خاصة طرح ابن تيمية على سائر الأطروحات الأخرى السائدة في الوسط الإسلامي بمصر آنذاك وعلى رأسها الطرح الحركي الواقعي وطرح حزب التحرير.
أصدر الإخوان كتاب دعاة لا قضاة للهضيبي. وكتاب الحكم وقضية تكفير المسلم لسالم بهنساوي وأصدر التيار السلفي الكثير من كتب السلف وعلماء السعودية حول هذا الأمر.
(2) أصدر هذا التيار أول منشوراته بتكفير الحكام ورفض الانتخابات التشريعية التي كان قد أسهم فيها التيار الإسلامي. وكان هذا المنشور تحت عنوان: القول السديد في أن دخول مجلس الشعب مناف للتوحيد.
(3) هو التيار الذي قاد حركة اغتيالات غير ناجحة آنذاك ضد وزيري الداخلية النبوي إسماعيل وحسن أبو باشا ومكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور المصرية. انظر لنا الحركة الإسلامية في مصر.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست