ثم تلقف تيار الجهاد فكرة الحاكمية من سيد قطب بعد ذلك، وجعلها مرتكز نظريته الجهادية، ثم ارتد عنها تحت تأثير الموجة السلفية السعودية التي أغرقت الواقع الإسلامي بمصر في فترة السبعينات واستبدلها بفكرة ابن تيمية (1).
ويبدو أن طرح السلف لم يعن تيار الجهاد على إبراز فكرة الحاكمية بصورة تحسم الخلاف وتعين على مواجهة الواقع مما فتح ثغرة للتيارات المناوئة له وفي مقدمتها تيار الإخوان والسلفيين اللذان أصدرا الكثير من الكتب لإبراز الفكرة الحقيقية للإمامة كما يراها السلف لا كما يراها تيار الجهاد (2).
ثم انشق عن التيار السلفي تيار جديد يرى فكرة الحاكمية بصورة واقعية وسطية بين طرح السلف وطرح سيد قطب (3).
وبرز تيار تكفيري جديد يؤمن بالجهاد والصدام مع الواقع، وارتبط ببعض الأحداث التي وقعت في الساحة المصرية عام 87 (4).
ومثل هذا الخلاف والتطاحن بين الاسلاميين - والذي يتجلى بصورة واضحة في الساحة المصرية. وقد أدى ولا زال يؤدي إلى انشقاقات وحركة تفريخ مستمرة بين التيارات الإسلامية - مثل هذا الخلاف إنما يعود سببه إلى غياب الفكرة الحقيقية للإمامة عن واقع المسلمين.