عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٣١
إلا أن طرح سيد قطب لقضية الحاكمية استفز الإخوان لكونه كان يمثل في نظرهم طرحا متشددا لها ومستفزا من جانب آخر لنظام الحكم.
وهو فوق هذا يعد طرحا براقا للشباب جذبهم إلى خطه بعيدا عن خط حسن البنا (1).
وفي فترة الستينات بدأ سيد قطب يبرز على ساحة الحركة الإسلامية في مصر وبدا وكأنه التيار الذي يمثل المرحلة. مما دفع بالإخوان إلى الصدام به. وقد برز هذا الصدام بصورة واضحة داخل المعتقلات حين وجه عبد الناصر ضربته الثانية لتيار الإخوان، وقد أدى هذا الصدام إلى تصدع جماعة الإخوان وانقسامها إلى تيارين: تيار انحاز إلى سيد قطب وتيار بقي على خط البنا (2).
وكان خط سيد قطب يمثل تمردا على فكرة الإمامة عند أهل السنة (3).
وكان خط البنا يمثل الالتزام بهذه الفكرة (4).
إلا أن بعض أتباع قطب تناولوا أطروحته بشئ من الغلو ولم يحصروها في مواجهة الحكام فقط بل تعدوا إلى توجيهها للمخالفين لهم وللناس بشكل عام. وكانت هذه بداية ظهور خط التكفير في الوسط الإسلامي.

(١) طرح سيد قطب فكرة الحاكمية بصورة صدامية مع القوى الحاكمة، وفي هذا تحرر من عقيدة أهل السنة التي توجب طاعة الحكام والصبر عليهم ونصحهم، مما دفع بالإخوان المتقيدين بعقيدة أهل السنة إلى الصدام معه. وقد شكل طرح سيد قطب هذا جاذبية كبيرة للشباب المسلم آنذاك الذي استفزه عبد الناصر وهجمته الشرسة على جماعة الإخوان كما شكل جاذبية للشباب فيما بعد مما استفز الإخوان ودفعهم إلى مهاجمته ومحاولة عزل الشباب عن طرحه.
(٢) أنظر لنا الحركة الإسلامية في مصر. ط. القاهرة.
(٣) ينادي سيد قطب بالجهاد وتكفير الحكومات، انظر معالم في الطريق..
(٤) ارتبط حسن البنا بحكومات عصره، وكان على صلة بالقصر، وقد تصدى الإخوان لطرح قطب داخل المعتقلات في فترة الستينات، وكذلك طرح تيار التكفير الذي انبثق عنه، وكتبوا الردود ضدهما. وقد جمعت هذه الردود بعد ذلك في كتاب تحت عنوان: " دعاة لا قضاة "، وهو من نشر الإخوان وتأليف المرشد الراحل حسن الهضيبي.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست