وعلى الرغم من أن تيار التكفير قد تحرر من اتباع الرجال وكفر بالتراث السلفي إلا أنه وقع فريسة الأحاديث المتناقضة حول الإمامة. وبالتالي عجز عن استنباط نظرية مواجهة للواقع تكفل له الاستمرار والبقاء.. (1).
كما وقع أيضا تيار الجهاد فريسة عقيدة أهل السنة التي تنص على جواز الصلاة والجهاد وراء كل أمير برا كان أو فاجرا.. وقد دفعت بعناصر الجهاد إلى الهجرة إلى أفغانستان للجهاد هناك تحت رايات يجهلون هوياتها ودوافعها، وقد جذبهم نحوها مظهرها السلفي، ووضوح عقيدة الطرف المحارب وهي الشيوعية.
ولو كانت الفئة المقصودة بالجهاد في أفغانستان ليست شيوعية وكانت تتبنى أي عقيدة أخرى لما شكلت عامل جذب للتيار الإسلامي، حيث أنها في هذه الحالة فيها شبهة إسلامية، والقتال لا يكون إلا لا صحاب الكفر البواح حسب تعبير الأحاديث، أي أن الأمر بصورة أخرى، لو أن الصراع الدائر في أفغانستان كان بين المنظمات الأفغانية وبين اليمينيين أو نظام طاهر شاه ما كان هناك مبرر للجهاد، لأن عقيدة أهل السنة كما بينا لا تجيز قتال الحكام حتى ولو كانوا فجارا ظالمين. ولا تجيز إراقة دماء أهل القبلة من الناطقين بالشهادتين حتى ولو كانوا يتسترون بها. ويجيزون الخروج والقتال في حالة الكفر البواح كما هو حال الشيوعيين الملحدين مع أن هناك الكثير من حالات الكفر البواح ظاهرة في عصر بني أمية وبني العباس من قبل خلفاء يشهد واقعهم وسلوكهم بذلك، إلا أن أهل السنة لم يعلنوا النفير في مواجهتهم وهم قد أعلنوها في أفغانستان لإجماع الحكام على جواز الجهاد فيها (2).