فقال: قد جاءك شيطانك. فقلت: أما لك شيطان؟ فقال: بلى ولكن الله أعانني عليه فأسلم (1)..
الرواية الأولى تكشف لنا حقيقة هامة حول علاقة الرسول بعائشة فلو كانت هي حقيقة حب رسول الله ومعشوقته ما انصرف عنها نحو جارية..
والرواية الثانية تكشف شيئا من عدم الأدب واللياقة مع الرسول. فهي فضلا من كونها رواية فاضحة وغير لائقة لا بالرسول ولا بعائشة يشم منها رائحة الندية والتحدي من قبل عائشة للرسول. وهو ما يستفاد من رد عائشة على الرسول: أما لك شيطان؟
يروي عن عائشة قالت: قال لي رسول الله (ص): " إني لأعلم إذا كنت عني راضية. وإذا كنت علي غضبي ". قالت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: " أما إذا كنت راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد. وإذا كنت غضبي قلت: لا ورب إبراهيم ".
قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك (2)..
وما تشير إليه هذه الرواية هو أخطر وأكثر حرجا مما أشارت إليه الروايات السابقة فقد وصل الغضب من الرسول بعائشة إلى ارتكاب كبيرة من الكبائر وهي كبيرة التفريق بين رب إبراهيم ورب محمد. وهي إثارة إلى كون غضبها على محمد قد يمتد إلى رب محمد.
وآي دلالة تعطينا مقالة عائشة: ما أهجر إلى اسمك..
إن هجران اسم الرسول هجران لدينه ودعوته. فهل تصل الغيرة بعائشة إلى الحد الذي يضعها في دائرة هذا الحرج الشرعي..؟
وكيف للرسول أن يقبل هذا الوضع ويباركه..؟
تأمل نقل النووي: قال القاضي: مغاضبة عائشة للنبي (ص) هي مما سبق من الغيرة التي عفى عنها للنساء في كثير من الأحكام لعدم انفكاكهن منها. حتى