دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٣٧
أليست هذه وصية..؟
وعندما يقول: " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " (1)..
وفي رواية: " اثنا عشر خليفة " (2)..
وفي رواية: " لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة " (3)..
إلا أن هذه الروايات المحرجة التي أفلتت من الرواة لم تفلت من الفقهاء الذين وجهوا دفتها بعيدا عن آل البيت بتمييع مفهوم آل البيت تارة وتأويل الرواية لتخدم الحكام تارة والطعن في صحتها وسندها تارة أخرى..
وهم قد مروا على روايات حجة الوداع مرور الكرام دون أن يلقوا الضوء على مدلولاتها. وهم معذورون في هذا بالطبع إذ أن تبني مدلولات مثل هذه الروايات يصطدم بالوضع السائد الذي يستمدون وجودهم منه..
وهذا ما يبدو بوضوح من الرواية الأخيرة التي يبشر فيها الرسول باثني عشر خليفة. فهم قد طبقوا هذه الرواية على الحكام..
يقول الفقهاء: تردد العلماء في المعني المراد بهذا - أي بالاثني عشر - فقالوا يحتمل أن يكون المراد بالاثني عشر خليفة مستحقو الخلافة من أئمة العدل.
ويحتمل أن يكون المراد اجتماعهم في زمن واحد يفترق الناس عليهم فتتبع كل طائفة واحدا منهم. ويحتمل أن يكون المراد بالاثني عشر الذين يكون معهم إعزاز الخلافة وسياسة إمارة الإسلام واجتماع الناس كلهم على كل واحد منهم (4)..
وينقل صدر الدين الحنفي: الاثنا عشر: الخفاء الراشدون الأربعة. ومعاوية وابنه يزيد. وعبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز ثم أخذ الأمر في الانحلال (5)..

(1) مسلم. كتاب الإمارة..
(2) مسلم كتاب الإمارة..
(3) مسلم كتاب الإمارة..
(4) مسلم هامش كتاب الإمارة..
(5) شرح العقيدة الطحاوية..
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 243 ... » »»
الفهرست