خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٣٤
الباب الخامس التخطيط لعزل أهل البيت والمواجهة الدائمة لهم * * * * الفصل الأول - تجذير المواجهة إلى يوم الدين.
1 - تيقن عمر بأنه قد استطاع أن يحطم عليا وأهل البيت، وأن يعزلهم عزلا كاملا عن الناس، وأن يحطم الشرعية الإلهية التي أعطت عليا القيادة من بعد النبي، وأن البيان النبوي المتعلق بالقيادة وبالموقع المميز لأهل البيت قد الغي عمليا، وأن قريشا ومن والاها من العرب تقف من علي وبني هاشم، نفس الوقفة التي وقفتها من رسول الله ومن بني هاشم في شعب أبي طالب، وأن الهاشميين قد حوصروا وقوطعوا.
ولكن عمر لم يكتف بهذا، فلدى الهاشميين القدرة على الخروج من بين الأنقاض والبناء من جديد، لذلك أراد عمر أن يجذر المواجهة بين أهل بيت النبوة وبين المسلمين ويرسي قواعدها بحيث تصبح ناموسا من من نواميس الحياة، وبنحو يجعل أهل البيت دائما هم الطرف الخاسر في هذه المواجهة، ويخرجهم عن موقع القيادة إلى الأبد ولتحقيق هذا الهدف وضع مبدأ إبعاد الهاشميين عن مراكز الدولة وعن الوظائف العامة، حتى لا يستغل الهاشميون مناصبهم ويحاولوا الاستيلاء على الخلافة، ولقد امتنع عمر عن تولية عبد الله بن عباس على حمص، وعلل ذلك بقوله: " إني خشيت أن يأتي علي الذي هو آت (يعني الموت) وأنت في عملك فتقول: هلم إلينا، ولا هلم إليكم دون غيركم " (1)، وتطبيقا لهذا المبدأ قال عبد الرحمن بن عوف لعلي بعد موت عمر: عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين، وأن لا تولي أحدا من بني هاشم، فقال علي: حيث وجدت القوة والأمانة (2).
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»