للدين من بعد النبي، وأن طاعته طاعة النبي، ومعصيته معصية للنبي، وأنه لا يؤدي عن لنبي غيره، وأنه وارث النبي، فكأنه صلى الله عليه وآله قد تعمد أن يعلن ولاية العهد والإمامة بكل الألفاظ والمدلولات المتعارف عليها في زمانه وفي كل زمان وذلك نظرا لأهمية هذا المنصب ولضرورته من بعده، ومن يمض بهذه النصوص الشرعية يجدها متكاملة، وتشكل شبكة محكمة وإطارا متين للإمامة أو إمارة يصعب الخروج عنه دون الخروج من الدين نفسه.
11 - قرار تعيين الإمام وكافة النصوص النبوية أوامر إلهية النبي الكريم، يتبع ما يوحى إليه، إن أتبع إلا ما يوحى إلي) 35 وعندما أعلن أن عليا ولي عهده والخليفة من بعده، ورسخ وثبتت هذا الاعلان طوال مرحلتي الدعوة والدولة بمئات النصوص الشرعية لم يفصل ذلك من تلقاء نفسه، بل فعله بناء على التوجيهات الإلهية، وحتى على مستوى زواج ابنته الغالية سيدة نساء العالمين كان ينتظر التوجيه الإلهي بزواجها انظر إلى تصريحه حول هذا الموضوع إذ جاء فيه (بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي بأن الله زوج عليا من فاطمة) 36 وقوله لفاطمة (أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك) 37 وكقوله (وإن الله أوحى إلي في علي ثلاثا أنه سيد المسلمين....) 38 وكقوله (إن الله عهد إلي في علي عهدا.... 39) وكقوله يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟ قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه