مقربة من الأردن فخرج من المدينة كل أحد الصغير والكبير ليروا يسوع حتى أصبحت المدينة خالية لأن النساء حملن أطفالهن على أذرعهن ونسين أن يأخذن معهن زادا للأكل فلما علم بهذا الحاكم ورئيس الكهنة خرجا راكبين وأرسلا رسولا إلى هيرودس فخرج هو أيضا راكبا ليرى يسوع تسكينا لفتنة الشعب فنشدوه يومين في البرية على مقربة من الأردن وفي اليوم الثالث وجدوه وقت الظهيرة إذ كان يتطهر هو وتلاميذه للصلاة حسب كتاب موسى فانذهل يسوع لما رأى الجم الغفير الذي غطى الأرض بالقوم وقال لتلاميذه لعل الشيطان أحدث فتنة في اليهودية لينزع الله من الشيطان السيطرة التي له على الخطاة ولما قال هذا اقترب الجمهور فلما عرفوه أخذوا يصرخون مرحبا بك يا الهنا وأخذوا يسجدون له كما يسجدون لله فتنفس يسوع الصعداء وقال انصرفوا عني أيها المجانين لأني أخشى أن تفتح الأرض فاها وتبتلعني وإياكم لكلامكم الممقوت لذلك ارتاع الشعب وطفقوا يبكون الفصل الثالث والتسعون حينئذ رفع يسوع يده ايماءا للصمت وقال إنكم لقد ضللتم ضلالا عظيما أيها الإسرائيليون لأنكم دعوتموني الهكم وأنا انسان واني أخشى لهذا ان ينزل الله بالمدينة المقدسة وباءا شديدا مسلما إياها لاستعباد الغرباء لعن الشيطان الذي أغراكم بهذا ألف لعنة ولما قال يسوع هذا صفع وجهه بكلتا كفيه فحدث على أثر ذلك نحيب شديد حتى لم يسمع أحد ما قال يسوع فرفع من ثم يده مرة أخرى ايماءا للصمت ولما هدأ نحيب القوم تكلم مرة أخرى أشهد أمام السماء وأشهد كل شيء على الأرض اني برئ من كل ما قد قلتم لأني انسان مولود من امرأة فانية بشرية وعرضة لحكم الله مكابد شقاء الاكل والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر لذلك متى جاء
(١٥٤)