الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٤٥
أطلب ما تريد يا خليلي، لأني أهبك كل ما تطلب " فحينئذ يقول رسول الله " يا رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين ألف سنة، أين رحمتك يا رب! إني أضرع إليك يا رب أن تعتقهم من هذه العقوبة بالمرة "، فيأمر الله حينئذ الملائكة المقربين لله، أن يذهبوا إلى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسوله ويعودون إلى الجنة، وهو ما سيفعلونه، ويكون من مبلغ جدوى دين رسول الله، أن كل من آمن به، يذهب إلى الجنة بعد العقوبة التي تكلمت عنها، ولو لم يعمل عملا صالحا، لأنه مات على دينه (1) ".
(ص) وجاء في الفصلين الثامن والخمسين بعد المائة والتاسع والخمسين بعد المائة، من إنجيل برنابا، عند الحديث عن الخطيئة:
"... وماذا أقول؟ لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، لو خامر رسول الله حب هذا العالم الشرير، متى جاء إليه، لأخذ الله منه بالتأكيد كل ما وهبه عند خلقه وجعله منبوذا، لأن الله بهذا المقدار مضاد للعالم " أجاب التلاميذ يا معلم " إن كلامك لعظيم جدا، فارحمنا لأننا لا نفهمه " قال يسوع " أيخيل لكم أن الله قد خلق رسوله ليكون ندا له، يريد أن يجعل نفسه مساويا لله؟ كلا ثم كلا!
بل عبده الصالح، الذي لا يريد ما لا يريد الله (2).
(ق) وجاءه في الفصل الثالث والستين بعد المائة، من إنجيل برنابا، عن سبق الاصطفاء:
" وذهب يسوع مع تلاميذه إلى البرية وراء الأردن، فلما انقضت صلاة الظهيرة، جلس بجانب نخلة، وجلس تلاميذه تحت ظل النخلة، حينئذ قال يسوع " أيها الإخوة! إن سبق الاصطفاء لسر عظيم، حتى أني أقول لكم الحق إنه لا يعلمه جليا إلا إنسان واحد فقط، وهو الذي تتطلع إليه الأمم الذي تتجلى له أسرار الله تجليا، فطوبى للذين سيصيخون السمع إلى كلامه، متى

(1) راجع ص 211 - 213 من إنجيل برنابا.
(2) راجع ص 247 من إنجيل برنابا.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»