الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٤٤
فمتى جاء رسول الله، يجئ ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي... لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته، إن كل تعليم يحول الإنسان عن غايته التي هي الله، لشر تعليم، لذلك يجب عليك ملاحظة ثلاثة أمور في التعليم، أي محبة الله وعطف المرء على قريبه، وبغضك لنفسك التي أغضبت الله وتغضبه كل يوم، فتجنب كل تعليم مضاد لهذه الرؤس الثلاثة، لأنه شرير جدا " (1)!
(ف) وجاء في الفصلين السادس والثلاثين بعد المائة والسابع الثلاثين بعد المائة، من إنجيل برنابا، عند الحديث عن الجحيم:
".... يتحتم على كل أحد أيا كان أن يذهب إلى الجحيم... وماذا أقول؟ أفيدكم أنه حتى رسول الله، يذهب إلى هناك ليشاهد عدل الله، فترتعد ثمة الجحيم لحضوره، وبما أنه ذو جسد بشري، يرفع العقاب عن كل ذي جسد بشري من المقضي عليهم بالعقاب، فيمكث بلا مكابدة عقاب مدة إقامة رسول الله لمشاهدة الجحيم، ولكنه لا يقيم هناك إلا طرفة عين، وإنما يفعل الله هذا، ليعرف كل مخلوق أنه نال نفعا من رسول الله، ومتى ذهب إلى هناك ولولت الشياطين وحاولت الاختباء تحت الجمر المتقد، قائلا بعضهم لبعض " اهربوا اهربوا فإن عدونا محمدا قد أتى " فمتى سمع الشيطان ذلك، يصفع وجهه بكلتا كفيه، ويقول صارخا " ذلك بالرغم عني، لا شرفا مني.. "، أما ما يختص بالمؤمنين الذين لهم اثنان وسبعون درجة، مع أصحاب الدرجتين الأخريين، الذين كان لهم إيمان بدون أعمال صالحة، إذ كان الفريق الأول حزينا على الأعمال الصالحة، والآخر مسرورا بالشر، فسيمكثون جميعا في الجحيم، سبعين ألف سنة! وبعد هذه السنين يجئ الملاك جبريل إلى الجحيم ويسمعهم يقولون " يا محمد أين وعدك لنا، إن من كان على دينك، لا يمكث في الجحيم أبدا " فيعود حينئذ ملاك الله إلى الجنة، وبعد أن يقترب من رسول الله باحترام يقص عليه ما سمع، فحينئذ يكلم الرسول الله، ويقول " ربي وإلهي، أذكر وعدك لي أنا عبدك، بأن لا يمكث الذين قبلوا ديني في الجحيم إلى الأبد، " فيجيب الله

(1) راجع ص 190 و 191 من إنجيل برنابا.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»