الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٢٢٩
الذين ضل في عدادهم أيضا بولص، الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى (1).. " وقال في خاتمة إنجيله ".. أما الحق المكروه من الشيطان، فقد اضطهده الباطل كما هي الحال دائما، فإن فريقا من الأشرار المدعين أنهم تلاميذ، بشروا بأن يسوع مات ولم يقم، وآخرون بشروا بأنه مات بالحقيقة " ثم قال آخرون وبشروا ولا زالوا يبشرون! بأن يسوع هو ابن الله (2)، وقد خدع في عدادهم بولص، أما نحن، فإنما نبشر بما كتبت، الذين يخافون الله، ليخلصوا في اليوم الآخر، لدينونة الله " (3).
" لقد كفر الذين قالوا ن الله ثالث ثلاثة "، " إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم "، ولن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله "، " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم "، " ما المسيح ابن مريم، إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ".

(١) راجع ص ٢ من إنجيل برنابا.
(٢) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
(٣) راجع الفصل الثاني والعشرين بعد المائتين من إنجيل برنابا ص ٣٢٥. ولقد حرمت الكنيسة على الناس، مناقشة لفظ التثليث، وقررت مبدأ آمن ولا تسأل، فحاول مثلا عمنويل كانت فيلسوف المسيحية، تفسيره بقوله " إن الأب والابن وروح القدس، إنما تدل على ثلاث صفات أساسية في اللاهوت، وهي القدرة والمحبة والحكمة، أو على ثلاثة فواعل عليا، وهي الخلق والحفظ والضبط "، وعلى هذا فهي في عرفه، ألفاظ لا تدل على معانيها المعروفة بها، فلا داعى إذن، كما يقول المرحوم الأستاذ أحمد نجيب برادة لاستعمالها في غير ما وضعت له، ليكون الناس على بينة من حقيقة معبودهم بعيدين عن الضلال والتضليل. راجع ص ٢٢ - ٢٤ من وحي الآيات الأولى في تنزيل القرآن للمرحوم أحمد نجيب برادة.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»