الله بقلوبهم، لأنهم لو عرفوه لأحبوه، ولما كان كل ما للإنسان هبة من الله، كان عليه أن يصرف كل شئ في محبة الله (1) "!
(و) وجاء في الفصل السادس والستين من إنجيل برنابا عن جزاء الجنة:
" جاء إليه أحد قائلا: أيها المعلم الصالح إنك تعلم حسنا وحقا، لذلك قال لي ما هو الجزاء الذي يعطينا إياه الله في الجنة؟ " أجاب يسوع: " إنك تدعوني صالحا وأنت لا تعلم أن لا صالح إلا الله وحده، كما قال أيوب خليل الله " الطفل الذي عمره يوم ليس نقيا، بل إن الملائكة ليست منزهة عن الخطأ أمام الله "، وقال أيضا: " إن الجسد يجذب الخطيئة ويمتص الإثم، كما تمتص إسفنجة الماء "!
فصمت لذلك الكاهن لأنه فشل، وقال يسوع: " الحق أقول لكم، لا شئ أشد خطرا من الكلام، لأنه هكذا قال سليمان " الحياة والموت، هما تحت سلطة اللسان "، والتفت إلى تلاميذه وقال: " احذروا الذين يباركونكم، لأنهم يخدعونكم، فباللسان بارك الشيطان أبوينا الأولين، ولكن كانت عاقبة كلامه شقاء، هكذا أيضا بارك حكماء مصر فرعون، هكذا بارك جليات الفلسطينيين، هكذا بارك أربعمائة نبي كاذب أخاب، ولكن لم يكن مدحهم إلا باطلا، فهلك الممدوحون مع المادحين، لذلك لم يقل الله بلا سبب على لسان أشعيا النبي:
يا شعبي: إن الذين يباركونك يخدعونك "، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون!
ويل لكم أيها الكهنة واللاويون، لأنكم أفسدتم ذبيحة الرب حتى أن الذين جاءوا ليقدموا الذبائح، يعتقدون أن الله يأكل لحما مطبوخا كالانسان، لأنكم تقولون لهم: " احضروا من غنمكم وثيرانكم وحملانكم إلى هيكل إلهكم، ولا تأكلوا الجميع، بل أعطوا نصيبا لإلهكم مما أعطاكم "، ولكنكم لا تخبرونهم عن أصل الذبيحة أنها شهادة الحياة، التي أنعم بها على أبينا إبراهيم حتى لا ينسى إيمان وطاعة أبينا إبراهيم مع المواعيد الموثقة من الله والبركة الممنوحة له!
ولكن يقول الله على لسان حزقيال النبي: " أبعدوا عني ذبائحكم هذه، إن ضحاياكم مكروهة عندي، لأنه يقترب الوقت الذي يتم فيه ما تكلم عنه إلهنا على لسان