وكنعجة صامتة أمام جازيها لم يفتح فاه. 8 بالضيق والقضاء قبض عليه، وفي جيله من كان يظن أنه استؤصل من أرض الأحياء، وضرب من أجل إثم شعبي؟ 9 جعلوا قبره مع الأشرار، ومع ثري عند موته. مع أنه لم يرتكب جورا، ولم يكن في فمه غش.
10 ومع ذلك فقد سر الله أن يسحقه بالحزن. وحين يقدم نفسه ذبيحة إثم فإنه يرى نسله وتطول أيامه، وتفلح مسرة الرب على يده. 11 ويرى ثمار تعب نفسه ويشبع، وعبدي البار يبرر بمعرفته كثيرين ويحمل آثامهم. 12 لذلك أهبه نصيبا بين العظماء، فيقسم غنيمة مع الأعزاء، لأنه سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة. وهو حمل خطيئة كثيرين، وشفع في المذنبين.
المجد الآتي 54 1 ترنمي أيتها العاقر التي لم تنجب، أشيدي بالترنم والهتاف يا من لم تقاسي من المخاض، لأن أبناء المستوحشة أكثر من أبناء ذات الزوج، يقول الرب. 2 وسعي فسحة خيمتك وابسطي ستائر مساكنك، لا تضيقي. أطيلي حبال خيمتك ورسخي أوتادك، 3 لأنك ستمتدين يمينا وشمالا، ويرث نسلك أمما ويعمرون المدن الخربة، 4 لا تجزعي لأنك لن تخزي، ولا تخجلي لأنه لن يلحق بك عار، فأنت ستنسين خزي صباك، ولن تذكري من بعد عار ترملك. 5 لأن صانعك هو بعلك، والرب القدير اسمه، وفاديك هو قدوس إسرائيل الذي يدعى إله كل الأرض. 6 قد دعاك الرب كزوجة مهجورة مكروبة الروح، كزوجة عهد الصبا المنبوذة، يقول الرب. 7 لقد هجرتك لحظة، ولكني بمراحم كثيرة أجمعك. 8 في لحظة غضب جامح حجبت وجهي عنك، ولكني بحب أبدي أرحمك، يقول الرب فاديك. 9 لأن هذا الأمر نظير أيام نوح، حين أقسمت أن لا تعود مياه