صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٦١
فإن أردنا أن نستشهد بخيانات الأمراء، والوزراء، والحكام وعلماء السوء، ومحبي الجاه والرياسة - وراجعنا التاريخ للكشف عنهم لما وسعنا الوقت لأنهم أكثر من أن يستقصى ذكرهم، وشرح خياناتهم في كتاب، وكتاب، وكتاب وإن جاء إحسان ظهير بواحد من المتسمين بالشيعة، ورماه بالخيانة نقابله بالمئات بل بالألوف من المتسمين بالسنة.
فإن كنت تقول: يا إحسان ظهير إن باكستان الشرقية ذهبت بزعمك في أيدي الهندوس ضحية، بخيانة يحيى خان الشيعي فماذا أنت قائل عن فلسطين ذهبت ضحية بأيدي اليهود بخيانة من؟ ولماذا لا تقول بأن مجيب الرحمان وحزبه الذين تولوا الهندوس، وذهبت باكستان الشرقية بسعيهم ضحية في أيدي الهندوس كانوا من الشيعة أو السنة؟ وأثرهم في انفصال الباكستانيين كان أكثر أم يحيى خان؟ (1).

(1) كل من له أدنى خبرة بما يجري في البلاد الإسلامية يعرف أن باكستان الشرقية لم تنفصل عن الغربية بغتة، وأن أسبابه نشأت من قبل بسنوات كثيرة بل يرجع بعضها إلى زمان تأسيس حكومة باكستان، والحكومات التي تولت الأمور فيها لم تعمل لرفعها كما لم تعمل لإصلاح ما شجر بين زعماء الباكستانيين، ولرفع الفساد الذي ظهر في الأمور السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والتعليم، والتربية، وكما لم تأخذ الحكومة بنصائح المصلحين من مسلمي باكستان الشرقية والغربية ولم تأخذ أيضا بمبادئ الإسلام ثم ترأس يحيى خان في الحالة التي تؤدي لا محالة إلى ما أدت، ومما أثر في ذلك الانفصال بعد مساعدة الظروف والأحوال الاجتماعية والاقتصادية التي لم تعمل الحكومات في إصلاحها بنية صادقة قوة بعض السياسات المستعمرة وضعف بعضها.
ومع ذلك كله لم تقع في أيدي الهندوس. وقتل مجيب الرحمان.
والآن نرى أن اختلاف باكستان الشرقية (بنكلادش) وحكومة الهند رفع إلى جامعة الدول وقامت بنكلادش قبال حكومة الهند والله يعلم ما يحدث في المستقبل.
ولا يظن أحد أنا نريد تبرئة يحيى خان فما ذلك عندنا بشئ حكم عليه بالخيانة أو لم يحكم في خان حاكم من الحكام الذين لم نعرف لهم عملا في مصلحة الإسلام، ونحن لا نكرمهم، ولا نرحب بهم. كما لا نوالي الظالمين والخائنين سواء كانوا من الشيعة أو السنة.
بل نريد أن نبين ضعف مقال كاتب (الشيعة والسنة) ونظراءه، ومغالطاتهم وما يستندون إليه فيما يكتبون في المذهب حتى يعرف الباحث المنصف بماذا يحكمون هؤلاء على شيعة أهل البيت، ويفترون عليهم، ويضلون الناس عن سبيل الله، تعالى.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»