صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٣٥
فإن قيل لهم: إذا أثبتم (ولا يثبت أبدا) أن هذا رأي الشيعة فكيف تدفعون شبهة التحريف عن كرامة القرآن المجيد، فلا يقبل أعداء الإسلام أن هذه الجماهير الغفيرة من عصر الصحابة إلى هذا الزمان، قد اختاروا هذا الرأي من غير أن يكون له أصل وأساس، ولا يسمع منكم في رد ذلك ما تأتون به من الافتراء والشتم، كقولكم إن الشيعة ربيبة اليهود أو إنهم يكفرون الصحابة لأن الباحثين من الأعداء في كتب التاريخ، والتراجم والرجال أيضا يعرفون أن هذه الافتراءات كلها جاءت من سياسة الحكام، في عهود كان الميل إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من أكبر الجرائم السياسية.
ولهم أن يقولوا إذا كانت الشيعة - وهي ليست إلا ربيبة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم - ربيبة اليهود فالسنة ربيبة المنافقين والمشركين الذين دخلوا في الإسلام كرها وربيبة معاوية، ويزيد، ومروان وعبد الملك والوليد ابنه، ومسلم بن عقبة، وبسر بن أرطاة، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن سمية، والحجاج، ووليد بن عقبة، والحصين بن نمير، وشبيب بن مسلمة، وعمران ابن الحطان، وحريز بن عثمان، وشبابة بن سوار، وشبث بن ربعي، وغيرهم من الجبابرة ومن في حاشيتهم من الأمراء وعلماء السوء.
فلماذا لا تتركون العداء والعصبية حتى في هذا، ولا تقطعون جذور هذه الشبهة ولم لا تبرأون الشيعة عن هذا القول كما هم يبرءونكم، وتعرضون عما عند الشيعة، من أدلة كثيرة قاطعة علمية وتاريخية، على صيانة القرآن من التحريف وعن ما هو المشاهد منهم في بلادهم، ومجالسهم، وعباداتهم.
فهم أشد الأمة تمسكا بالقرآن المجيد، وينكرون هذا الرأي السخيف أشد الإنكار، ويردون أيضا ما ورد في أحاديث أهل السنة القائلة بأنه نقص من القرآن مما أشير إليه في (مع الخطيب) إشارة إجمالية؟
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»