كتاب الشيعة والسنة وتحريف القرآن كان الدفاع عما ألصق محب الدين الخطيب بكرامة القرآن، وإثبات صيانته عن التحريف، وإبطال دعوى الزيادة، والنقصان منه أهم من دعانا إلى تأليف كتابنا (مع الخطيب في خطوطه العريضة) فرددنا على الخطيب بالأدلة القاطعة، وأوضحنا إن ما في كتب الحديث والتفسير سواء عند الشيعة أو أهل السنة مما يوهم التحريف كله أخبار آحاد، أعرض عنها محققوا الفريقين إما لضعف إسنادها، أو لضعف دلالتها فحققنا تحقيقا كاملا، وأبطلنا ما كتب حول ذلك من أهل السنة ككتاب (الفرقان) كما أوضحنا أيضا استنكار علماء الشيعة لكتاب (فصل الخطاب) وذكرنا أن مخرجي هذه الأخبار الضعيفة أيضا لم يعتمدوا عليها حتى في مورد واحد (1)، وأن اعتماد الشيعة والسنة على الأخبار المتواترة القطعية الصريحة على أن القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على الرسول الأعظم، نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو هذا الكتاب الموجود بين الدفتين الذي يعرفه المسلمون من الشيعة والسنة، ويعرفه غيرهم أيضا لا شك في ذلك، ولا ريب.
(٢٧)