استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون يا هؤلاء أهذا يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء عليهم السلام بعد وفاتهم يدل هذا على جواز التوسل بغير النبي بل في هذا الحديث التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وبغير النبي أيضا فإن عدول سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه من ألفاظ " بعباس بن عبد المطلب " إلى قوله " بعم نبينا " يدل على ذلك فإن قيل إن الناس يتجاوزون الحد الشرعي في التوسل ويلزم على المعتقد بالتوسل بالأنبياء والأولياء أن لا يعتقد وجوب الإجابة على الله تعالى بالتوسل ولا الإعانة منهم ولا يسوي أسماءهم بأسمائه تعالى قيل نعتقد أنه لا يجب على الله شئ لا وجوب الإجابة ولا غيره ونعتقد أنهم يعينوننا بمعنى أنه أعطاهم الله تعالى قدرة على إعانتنا لا أنهم يقدرون على أن يعينوننا بالذات بل نعتقد أنه لا يستطيع أحد من الخلق أن يفعل شيئا بالذات فإن كان هذا هو الشرك فيلزم أن يكون الله تعالى معلم الشرك فإنه تعالى قد حكى في القرآن قول سيدنا ذي القرنين أعينوني بقوة فإن كانت الاستعانة مطلقا بمعنى ما يشمل استعانة المعتقد في غير الله تعالى القدرة العطائية على الإعانة شركا لكان سيدنا ذو القرنين مشركا ولكان الله تعالى معلم الشرك حيث حكى هذا القول ولم ينكر عليه فإن قيل هذا في الحي وفي الأمور العادية قيل لا فرق في هذا الباب بين الحي والميت وبين الأمور العادية وخوارق العادات فإننا نعتقد أنه لا مؤثر حقيقة إلا الله تعالى والذي
(١١٨)