وبعد أن قدمنا لكم الكلمات السابقة من آية القرآن وتفاسيرها عن مسألة الوسيلة، نقدم لكم بعض الآيات وتفاسيرها التي لها علاقات بالكلام السابق نعني الوسيلة.
قال تعالى: فاعبد الله مخلصا له الدين، إلا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. الآية (الزمر: 302) قال سيد قطب في ظلال القرآن:
" فاعبد الله مخلصا له الدين " وتوحيد الله وإخلاص الدين لله ليس كلمة تقال باللسان إنما هو منهاج حياة كامل.
ثم قال: والقلب الذي يوحد الله يدين لله وحده ولا يحني هامته لأحد سواه ولا يطلب شيئا من غيره ولا يعتمد على أحد من خلقه - فالله وحده هو القوي عنده وهو القاهر فوق عباده، والعباد كلهم ضعاف مهازيل لا يملكون له نفعا ولا ضرا فلا حاجة به إلى أن يحني هامته لو أحد منهم وهم مثله لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا والله وحده هو المانح المانع والخلق كلهم فقراء.
(5) وقال: وإن البشرية لتنحرف عن منطق الفطرة كما انحرفت عن التوحيد الخالص البسيط الذي جاء به الإسلام وجاءت به العقيدة الإلهية الواحدة مع كل رسول وإنا لنرى اليوم في مكان عبادة للقديسين والأولياء تشبه عبادة العرب الأولين للملائكة تقربا إلى الله - بزعمهم - وطلبا لشفاعتهم عنده - والله سبحانه يحدد الطريق إليه طريق التوحيد