المنتخب من كتب ابن تيمية - الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف - الصفحة ٣٥٧
والصائل المعتدي يستحق دفعه سواء كان مسلما أو كافرا، وقد قال النبي (ص): «من قتل دون ماله؛ فهو شهيد، ومن قتل دون دمه؛ فهو شهيد، ومن قتل دون دينه؛ فهو شهيد» (1)، فإذا كان المظلوم له أن يدفع عن مال المظلوم ولو بقتل الصائل العادي؛ فكيف لا يدفع عن عقله وبدنه وحرمته؟! فإن الشيطان يفسد عقله ويعاقبه في بدنه، وقد يفعل معه فاحشة إنسي بإنسي، وإن لم يندفع إلا بالقتل؛ جاز قتله...
فهذا من أفضل الأعمال، وهو من أعمال الأنبياء والصالحين؛ فإنه ما زال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر الله به ورسوله، كما كان المسيح يفعل ذلك، وكما كان نبينا (ص) يفعل ذلك...
وقد ثبت في «الصحيحين» حديث الذين رقوا بالفاتحة، وقال النبي (ص): «وما أدراك أنها رقية؟» (2)، وأذن لهم في أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية، وقد قال النبي (ص) للشيطان الذي أراد قطع صلاته: «أعوذ بالله منك، ألعنك بلعنة الله التامة - ثلاث مرات -» (3)، وهذا كدفع ظالمي الإنس من الكفار والفجار؛ فإن النبي (ص) وأصحابه وإن كانوا لم يروا الترك ولم يكونوا يرمون
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»