ابن تيمية، وقد فات هذا المحاور أن يقول لابن عبد الوهاب أيضا: احتجاجك بالعدم على منع التوسل بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم والصالحين من أمته تقليدا لابن تيمية فاسد، لأن عدم توسل عمر بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في هذه القصة لا يلزم منه تكفير المتوسلين بل ولا منع التوسل به صلى الله تعالى عليه وسلم وبالصالحين من أمته، فإن العدم ليس بدليل عند جميع العقلاء، فالاحتجاج به دليل على جهل إمامك الحراني بأصول الفقه والدليل.
وفاته أيضا أن يقوله له: تكفيرك للمسلمين المتوسلين تقليدا لابن تيمية، إما بنص من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم صريح عليه، وإما بإجماع، ولا نص فيهما على تكفير المتوسلين، ولا إجماع عليه، بل نصوصهما دالة على جواز التوسل، والإجماع منعقد أيضا على جوازه.
فشيخك الحراني مشاقق لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم متبع غير سبيل المؤمنين.
وفاته أيضا أن يقول له: منعه التوسل بجاهه صلى الله تعالى عليه وسلم وجاه الصالحين من أمته، وتفرقته بين الحي والميت فيه لا سند لهما لا فهمه الفاسد، فلو استظهرتم بالثقلين على إثباتهما عن أي واحد من السلف الذين اتخذتموهم مجنا لأهوائكم الفاسدة لم تستطيعوا، فضلا عن إثباتهما عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الذي تتشدقون باتباع سنته، فضلا عن إثباتهما من كتاب الله تعالى الذي تزعمون إنكم متمسكون به.
فنحن نطالبكم ونتحداكم بإثباتهما عن واحد من هذه الثلاثة، ولاشتهار ابن عبد الوهاب وأتباعه بتكفير المتوسلين بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم والصالحين اعتقد كثير من العلماء الذين لم يطلعوا على كلام ابن تيمية في التوسل أن ابن عبد الوهاب هو الشاذ عن الأمة الإسلامية فيه.
وقد رد على محمد بن عبد الوهاب علماء كثيرون معاصرون له ومتأخرون عنه،