شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق (ص) - الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني - الصفحة ١٦٢
وسلم من قوله " حياتي خير لكم " تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض على أعمالكم، ما رأيت من خير حمدت الله، وما رأيت من شر استغفرت لكم ".
ومما ذكره العلماء في آداب الزيارة أنه يستحب أن يجدد الزائر التوبة في ذلك الموقف الشريف ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها توبة نصوحا، ويستشفع به صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل في قبولها ويكثر الاستغفار والتضرع بعد تلاوة قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) ويقولون نحن وفدك يا رسول الله وزوارك جئناك لقضاء حقك والتبرك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوبنا، فليس لنا يا رسول الله شفيع غيرك نؤمله ولا رجاء غير بابك نصله، فاستغفر لنا واشفع لنا عند ربك واسأله أن يمن علينا بسائر طلباتنا ويحشرنا في زمرة عباده الصالحين والعلماء العاملين.
وفي الجوهر المنظم أيضا أن أعرابيا وقف على القبر الشريف، وقال: اللهم إن هذا حبيبك وأنا عبدك، والشيطان عدوك، فإن غفرت لي سر حبيبك وفاز عبدك وغضب عدوك، وإن لم تغفر لي غضب حبيبك ورضي عدوك وهلك عبدك، وأنت يا رب أكرم من أن تغضب حبيبك وترضي عدوك وتهلك عبدك: اللهم إن العرب إذا مات فيهم سيد أعتقوا على قبره، وإن هذا سيد العالمين فاعتقني على قبره يا أرحم الراحمين، فقال له بعض الحاضرين يا أخا العرب: إن الله قد غفر لك بحسن هذا السؤال.
وذكر علماء المناسك أيضا أن استقبال قبره الشريف صلى الله عليه وسلم وقت الزيارة والدعاء أفضل من استقبال القبلة. قال العلامة المحقق الكمال بن الهمام إن استقبال القبر الشريف أفضل من استقبال القبلة وأما ما نقل عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أن استقبال القبلة أفضل فمردود بما رواه الإمام نفسه في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:
من السنة استقبال القبر المكرم وجعل الظهر للقبلة، وسبقه إلى ذلك ابن جماعة، فنقل استحباب استقبال القبر الشريف عن الإمام أبي حنيفة أيضا، ورد قول الكرماني إنه يستقبل القبلة، وقال ليس بشئ.
قال في الجوهر المنظم: ويستدل لاستقبال القبر أيضا بأنا متفقون على أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره يعلم بزائره، وهو صلى الله عليه وسلم لو كان حيا لم يسع الزائر إلا استقباله واستدبار القبلة، فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف صلى الله عليه وسلم وإذا اتفقنا في المدرس من العلماء بالمسجد الحرام المستقبل للقبلة أن الطلبة يستقبلونه ويستدبرون
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»