شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق (ص) - الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني - الصفحة ١٦٧
في كتابه المسمى: [بالصواعق المحرقة لأهل الضلال والزندقة] أن الإمام الشافعي رضي الله عنه توسل بأهل البيت النبوي حيث قال:
آل النبي ذريعتي * وهم إليه وسيلتي أرجو بهم أعطى غدا * بيد اليمين صحيفتي وذكر العلامة السيد طاهر بن محمد هاشم باعلوى في كتابه: المسمى [مجمع الأحباب] في ترجمة الإمام أبي عيسى الترمذي صاحب السنن، أنه رأى في المنام رب العزة فسأله عما يحفظ عليه الإيمان ويتوفاه عليه؟ قال فقال لي قل بعد صلاة ركعتي الفجر قبل صلاة فرض الصبح: إليه بحرمة الحسن وأخيه وجده وبنيه وأمه وأبيه نجني من الغم الذي أنا فيه يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أسألك أن تحيي قلبي بنور معرفتك يا الله يا الله يا الله يا أرحم الراحمين; فكان الإمام الترمذي يقول ذلك دائما بعد صلاة الصبح ويأمر أصحابه به ويحثهم على المواظبة عليه، فلو كان التوسل ممنوعا لما فعله هذا الإمام ولا أمر بفعله والمواظبة عليه، وهو إمام حجة يقتدى به، بل هذا الأمر أعني التوسل لم ينكره قط أحد من السلف والخلف حتى جاء هؤلاء المنكرون. وفي الأذكار للنووي " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول العبد بعد ركعتي الفجر ثلاثا: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ومحمد صلى الله عليه وسلم أجرني من النار ".
قال في شرح الأذكار خص هؤلاء بالذكر للتوسل بهم في قبول الدعاء، وإلا فهو سبحانه وتعالى رب جميع المخلوقات فأفهم ذلك أنه من التوسل المشروع. وفي شرح حزب البحر للإمام زروق بعد ذكر كثير من الأخيار: اللهم إنا نتوسل إليك بهم فإنهم أحبوك وما أحبوك حتى أحببتهم فبحبك إياهم وصلوا إلى حبك ونحن لم نصل إلى حبهم فيك فتمم لنا ذلك مع العافية الكاملة الشاملة حتى نلقاك يا أرحم الراحمين. ولبعض العارفين دعاء مشتمل على قوله: اللهم رب الكعبة وبانيها وفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها نور بصري وبصيرتي وسرى وسريرتي، وقد جرب هذا الدعاء لتنوير البصر، وأن من ذكره عند الاكتحال نور الله بصره، وذلك من الأسباب العادية، وهي لا تأثير لها، والمؤثر هو الله وحده لا شريك له، فكما أن الله تعالى جعل الطعام والشراب سببين للشبع والري لا تأثير لهما، والمؤثر هو الله وحده تعالى، وكما جعل الطاعة سببا للسعادة ونيل الدرجات جعل أيضا التوسل بالأخيار الذين عظمهم الله وأمر بتعظيمهم سببا لقضاء الحاجات فليس في ذلك كفر ولا إشراك، ومن تتبع أذكار السلف والحلف وأدعيتهم وأورادهم وجدها كلها
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»