مقابحه إنه لما منع الناس من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم خرج ناس من الأحساء وزاروا النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه خبرهم فلما رجعوا مروا عليه بالدرعية فأمر بحلق لحاهم ثم أركبهم مقلوبين من الدرعية إلى الأحساء وبلغه مرة أن جماعة من الذين لم يتابعوه من الآفاق البعيدة قصدوا الزيارة والحج وعبروا على الدرعية فسمعه بعضهم يقول لمن اتبعه خلوا المشركين يسيرون طريق المدينة والمسلمين يعني اتباعه يخلفون معنا وكان ينهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويتأذى من سماعها وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة وعن الجهر بها على المنائر ويؤذي من يفعل ذلك ويعاقبه أشد العقاب حتى أنه قتل رجلا أعمى كان مؤذنا صالحا ذا صوت حسن نهاه عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنارة بعد الأذان فلم ينته وأتى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقتله فقتل ثم قال إن الريابة في بيت الخاطئة يعني الزانية أقل إثما ممن ينادي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنائر ويلبس على أصحابه بأن ذلك كله محافظة على التوحيد فما أفظع قوله وما أشنع فعله وأحرق دلائل الخيرات وغيرها من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويتستر بقوله إن ذلك بدعة وأنه يريد المحافظة على التوحيد وكان يمنع أتباعه من مطالعة كتب الفقه والتفسير والحديث وأحرق كثيرا منها وأذن لكل من اتبعه أن يفسر القرآن بحسب فهمه حتى همج الهمج من أتباعه فكان كل واحد منهم يفعل ذلك ولو كان لا يحفظ القرآن ولا شيا منه فيقول الذي لا يقرأ منهم لآخر يقرأ اقرأ على حتى أفسر لك فإذا قرأ عليه يفسر له برأيه وأمرهم أن يعملوا ويحكموا بما يفهمونه وجعل ذلك مقدما على كتب العلم ونصوص العلماء وكان يقول في كثير من أقوال الأئمة الأربعة ليست بشئ وتارة يتستر ويقول إن الأئمة على حق ويقدح في أتباعهم من العلماء الذين ألفوا في المذاهب الأربعة وحرروها ويقول إنهم ضلوا وأضلوا وتارة يقول إن الشريعة واحدة فما لهؤلاء جعلوها مذاهب أربعة هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا نعمل إلا بهما ولا نقتدي بقول مصري وشامي وهندي يعني بذلك أكابر علماء الحنابلة وغيرهم ممن لهم تأليف في الرد
(٤١)