اتبعك فبهت الذي كفر ولم طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته وألف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه وأرسلوها له فلم ينته وقال له رجل آخر مرة وكان رئيسا على قبيلة بحيث إنه لا يقدر أن يسطو عليه ما تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قوما كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفلاني فأرسلت ألف خيال ينظرون القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثرا ولا أحدا منهم بل ما جاء تلك الأرض أحد منهم أتصدق الألف أم الواحد الصادق عندك فقال أصدق الألف فقال له إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذبون ما أتيت به ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك فلم يعرف جوابا لذلك وقال له رجل آخر مرة هذا الدين الذي جئت به متصل أم منفصل فقال له حتى مشايخي ومشايخهم التي ستمائة سنة كلهم مشركون فقال له الرجل إذن دينك منفصل لا متصل فعمن أخذته فقال وحي إلهام كالخضر فقال له إذن ليس ذلك محصورا فيك كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الالهام الذي تدعيه ثم قال له إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ولم يذكر أن فاعله يكفر بل حتى الرافضة والخوارج وكافة المبتدعة يقولون بصحة التوسل به صلى الله عليه وسلم فلا وجه لك في التكفير أصلا فقال له محمد بن عبد الوهاب إن عمر استسقى بالعباس فلم لم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم ومقصد محمد بن عبد الوهاب بذلك أن العباس كان حيا وأن النبي صلى الله عليه وسلم ميت فلا يستسقى به فقال له ذلك الرجل هذا حجة عليك فإن استسقاء عمر بالعباس إنما كان لإعلام الناس بصحة الاستسقاء والتوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تحتج باستسقاء عمر بالعباس وعمر هو الذي روى حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق فالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كان معلوما عند عمر وغيره وإنما أراد عمر أن يبين للناس ويعلمهم صحة التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم فبهت وتحير وبقي على عماوته ومقابحه الشنيعة ومن
(٤٠)