المخلوقين مثلا للخالق والند الشبه يقال فلان ند فلان وند نده أي مثله وشبهه (قال) ابن زيد الآلهة التي جعلوها معه وقال الزجاج أي لا تجعلوا لله أمثالا ونظراء ومنه قوله عز وجل الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون أي يعدلون به غيره فيجعلون له من خلقه عدلا وشبها (قال) ابن عباس رضي الله عنهما يريد يعدلوا بي من خلقي الأصنام والحجارة بعد أن أقروا بنعمتي وربوبيتي (قال الزجاج) اعلم أنه خالق ما ذكره في هذه الآية وأن خالقها لا شئ مثله واعلم أن الكفار يجعلون له عدلا والعدل التسوية يقال عدل الشئ بالشئ إذا ساواه قال تعالى هل تعلم له سميا (قال) ابن عباس رضي الله تعالى عنهما شبها ومثلا هو ومن يساميه وذلك نفي للمخلوق أن يكون مشابها للخالق و مماثلا له بحيث يستحق العبادة والتعظيم ومن هذا قوله ولم يكن له كفوا أحد و قوله ليس كمثله شئ الآية إنما قصد به نفي أن يكون له شريك أو معبود يستحق العبادة والتعظيم وهذا الشبيه هو الذي أبطل نفيا ونهيا هو أصل شرك العالم وعبادة الأصنام ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد لمخلوق مثله أو يحلف أو يقول ما شاء الله وشئت ونحو ذلك حذرا من هذا التشبيه الذي أصل شرك العالم (انتهى) كلام بن القيم ملخصا وإنما نقلناه هنا لتعلموا صفة شرك المشركين ولتعلموا أن هذه الأمور التي تكفرون بها وتخرجون المسلم بها من الإسلام ليست كما زعمتم أنه الشرك الأكبر شرك المشركين الذين كذبوا جميع الرسل في الأصلين وإنما هذه الأفعال التي تكفرون بها من فروع هذا الشرك ولهذا قال من قال من العلماء أنها شرك وسماها شركا عدها في الشرك الأصغر ومنهم من لم يسمها شركا وذكرها في المحرمات ومنهم من عد بعضها في المكروهات كما هو مذكور في مواضعه من كتب أهل العلم من طلبه وجده والله سبحانه يجنبنا وجميع المسلمين جميع ما يغضبه آمين والحمد لله رب العالمين (فصل) ولنختم هذه الرسالة بشئ مما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وصفة المسلم الحديث الأول حديث عمر أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال إن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فأخبرني عن الإيمان قال إن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر
(٥٥)