أما أصحاب السندس فهم أصحاب الخلق الحسن، وأما أصحاب الحرير والديباج فهم الشهداء، وأما أصحاب الريحان فهم الصائمون، وأما أصحاب السرر فهم المتحابون في الله، وأما أصحاب البكاء فهم المذنبون، وأما أصحاب الضحك فهم أهل التوبة.
قال اليافعي: رؤية الميت في خير أو شر نوع من الكشف يظهر الله تبشيرا وموعظة أو مصلحة للميت أو إسداء خير أو قضاء دين أو غير ذلك. ثم هذه الرؤية قد تكون في النوم وهو الغالب وقد تكون في اليقظة وذلك من الكرامات للأولياء أصحاب الأحوال. وقال في كفاية المعتقد: أخبرنا بعض الأخيار عن بعض الصالحين أنه كان يأتي قبر والده في بعض الأوقات ويتحدث معه.
وأخرج اللالكائي في السنة عن يحيى بن معين قال قال لي حفار أعجب ما رأينا من هذه المقابر أني سمعت من قبر والمؤذن يؤذن وهو يجيبه من القبر.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال: أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابت البناني في لحده ومعي حميد الطويل. فلما ساوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره. وكان يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها فما كان الله ليرد دعائه.
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر. قال أبو القاسم السعدي في كتاب الإفصاح: هذا تصديق من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الميت يقرأ في قبره. فإن عبد الله أخبره بذلك وصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن مندة عن طلحة عن عبيد الله قال أردت ما لي بالغابة فأدركني الليل فآويت إلى قبر عبد الله بن عمرو بن حزام فسمعت قراءة من القبر فما سمعت أحسن منها فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. فقال: ذلك عبد الله ألم تعلم أن الله قبض