أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٠٠
كان ابن زياد، قد فرض حول الكوفة حصارا محكما، فلا يخرج من أهلها أحد، مخافة أن ينضموا لموكب البطل القادم إلى الكوفة.
ولم يأذن لأحد من أهلها بالخروج إلا إذا كان ذاهبا للحج، شريطة ألا يكون يحب (الحسين) أو التشيع له..!!
وفي نفس الوقت، أطلق من وراء مشارفها وحدودها البعيدة طلائعه وسراياه، آمرا إياها أن تتربص بقافلة (الإمام الحسين). فإذا التقت بها إحداها احتجزتها حيث هي، ثم أرسلت بالخبر لابن زياد.
وعند إحدى القرى الرابضة على حدود العراق، التقى ركب (الإمام) بإحدى تلك الطلائع.
كانت تضم ألف فارس، تحت إمرة (الحر بن يزيد التميمي).
ولم يكن (الحسين) يراهم قادمين نحوه، يتصببون عرقا من وقدة الحر وقد تيبست شفاههم من الظمأ، حتى أمر فتيانه أن يستقبلوهم بالماء، فشربوا حتى رووا، ثم جلسوا في ظلال خيولهم.. وأذن مؤذن لصلاة الظهر، فسأل (الحسين) الحر بن يزيد: (أتصلي بأصحابك وأصلي بأصحابي)..؟
وأجابه الحر قائلا: (بل نصلي جميعا بصلاتك)..
ومضى الوقت بعد الصلاة في حديث وتحاور.. ثم صلوا العصر حين جاء موعده. واستأنفوا بعد الصلاة الحوار قال (الحسين) لهم:
(إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت علي رسلكم.
فإن أعطيتموني ما أطمئن إليه من عهد وميثاق دخلت معكم مصركم، وإن تكن الأخرى انصرفت عنكم).
ولكن - الحر بن يزيد - أنبأ (الحسين) رضي الله عنه أنه لا يدري من الأمر شيئا، وأنه كلف من أمير الكوفة والبصرة - عبيد الله بن زياد - بمهمة محددة، هي انتظار ركب (الحسين) حين يجئ، ثم قيادته إلى ابن زياد بالكوفة..
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 105 107 ... » »»
الفهرست