وأية حكمة إلهية، تقود حياتنا بين مطالعها ومغاربها مذعنة لقدرها الحكيم، وتقديرها العليم..!!
لقد راح البطل يستعيد بخواطره ذلك اليوم، وتلك الواقعة، وتلك النبوءة..!!
وراح يهز رأسه المضئ في حركة متأملة، كمن أدرك الحكمة وطالع المصير..
وارتسمت أمام مخاطره بحروف كبار آية القرآن العظيم:
(قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم. والله عليم بذات الصدور)..
ونهض في قوة وطمأنينة، وراح يشارك صحبه في شد الخيام، فقد آن للعقيلات والأخوات أن يسترحن، بعد ما أضناهن لغوب السفر، ومشقة الطريق..
وراح وهو يعمل، يردد في حبور وتهلل آية الله في كتابه:
(إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين)...!!