أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٣٩
في صلاحه وتقواه.. بل بسبب ذلك النفر من الأمويين الذين أساءوا استغلال سلطانهم.. وكذلك بسبب عوامل تاريخية كان لها دورها المسؤول (1).
ثم تشرق الأمان في عودة ذلك الجلال لمطالعه العظيمة، وتألقاته الباهرة، حين يلقى عبء الخلافة على سليل بني هاشم، وتلميذ الرسول، وبطل الإسلام (علي).!!
ذلك أنه - كما تطالعنا سيرته - كان رغم كل الفتن التي سبقت خلافته وصاحبتها، قادرا على إرجاع السيادة لفضائل عصر النبوة.
فدينه، وورعه، وزهده، وعلمه، وإخلاصه، وإخبات روحه، واقتدار عزمه...
كل ذلك - وكم كانت حظوظه منه وافية - هيأه بفضل الله ونعمته، ليكون في تلك الأيام التي تلقى فيها أعباء الخلافة، الرجل الذي ينتظره زمانه، ومكانه.. وتنتظره المناسبة على فاقة إليه وشوق..!!!
أجل... لقد كان بشخصيته وبسلوكه وبأخلاقه وبضميره وبدينه، من أقدر العالمين على تجسيد عصره النبوة.. بكل قيمه السامية وفضائله العلاية..
فهو رجل ورع من أرفع طراز يدخل الكوفة بعد استخلافه، فيرفض أن يسكن قصر الإمارة الباذخ ويقول: " إنه فتنة ".. ثم يأوى إلى بيت من طوب نئ يشبه أكواخ الفقراء...! ويعمد إلى بيت المال فيخرج ما فيه ويوزعه على مستحقيه. ثم ينضحه بالماء.. ثم يصلي فيه لله رب العالمين إيذانا بأن المال في عصره لن يكون فتنة.. بل سيكون رحمة!!
ورجل صدق وشرف من أرفع طراز - يقولون له إن معاوية يتألف

راجع كتابنا " وداعا عثمان ".
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست