أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٢٨
والطلقاء، هم أولئك الذين أسلموا يوم فتح مكة راغبين أو راهبين..
وبعض هؤلاء، حسن إسلامه وصفا يقينه.
وبعضهم بقي تحت جوانحه إلى الجاهلية حنين...
وكانت الدولة المسلمة يومذاك، وبعد أن فتحت الدنيا لها وعليها.
بحاجة ماسة إلى حاكم من ذلك الطراز الرباني.. بحجة إلى واحد من أولئك الرجال الذين يمثلون فضائل أيام الوحي وعصر النبوة.
ولم يكن (الإمام علي) يومئذ الرجل الأفضل والأمثل فحسب، بل كان الرجل الأوحد الذي تتمثل فيه وتهيب به كل حاجات دينه وأمته.
وكان الخروج عليه يومذاك يشكل خروجا أكيدا على عصره النبوة بكل ما يمثله من هدى وعدالة ونور.
ولقد كانت بصيرة الإمام من النفاذ والصدق بحيث أبصرت أبعاد المصير إذا استقر السلطان في أيدي الأمويين فلقد يهون الأمر، لو بدأ النكوص بمعاوية، وانتهى به.. غير أن " الإمام " كان يرى ببصيرته الصادقة أن الانحراف إذا بدأ، فلن يؤذن بانتهاء..
وكان يرى أن الأمويين إذا أفلحوا في تثبيت ملكهم المنشود، فسيتحول التراث الجليل الذي تركه الرسول إلى ملك عضوض ودنيا جامحة..
ومن ثم صار دحض هذه المحاولة التعسة واجب المؤمنين كافة.
وهذه كلمات أبي سفيان التي يجتر بها نوايا أسرته وقومه، لا تدع مجالا للشك في أطماعهم وما يبتغون..
فهو يوصي أهله وذويه قائلا: " لقد صار الأمر إليكم فلا تدعوه يفلت، وتلقفوه كالكرة.. فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار "..!!
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست