والآن نقترب من جوهر القضية التي نذر (الإمام علي) لها حياته، حتى قضى في سبيلها شهيدا.
والتي وهبها الحياة كذلك، أبناؤه من بعده، حتى قضوا في سبيلها شهداء، لا سيما ذلك البطل الممجد الشهيد (أبو عبد الله الحسين بن علي).
لقد كشف تمرد معاوية، ورفضه مبايعة (الإمام علي) عن جوهر النضال الذي تحتم على الإمام أن ينهض بأعبائه.
وكان السؤال الذي يفرض نفسه يومئذ على المجتمع الإسلامي كله، هوذا:
- لمن يجب أن تكون الغلبة ويكون البقاء..؟
للنبوة بكل هديها، وورعها، وجلالها الذي سواه في أحسن تقويم وحى الله ومنهم رسوله..
أم للملك بكل مباذخه ومباذله وتسلطه الذي باتت ترهص به على نطاق واسع أطماع الأمويين..؟؟
لقد كان أخشى ما يخشاه (الإمام) أن تقوم في الإسلام - دولة الطلقاء -!!