أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٤٢
ولقد لقنته هذا الدرس حين دخلت عليه ومعها أهل بيت أخيها الشهيد، فسأل: من هذه..؟
فلم تجبه.. ثم كرر سؤاله مرتين وثلاثا، وهي لا تجيبه، حتى أجابته إحدى خادماتها قائلة:
(هذه زينب، ابنة فاطمة، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)..
فقال ابن زياد، مداريا خزيه الذي أنزله به احتقار (السيدة زينب) إياه..
قال البائس التعس: الحمد لله الذي فضحكم، وقتلكم.
وهنا مزقت البتول صمتها بزئيرها العالي:
(.. بل الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه، وطهرنا من الرجس تطهيرا.. وإنما يفضح الله الفاسق، ويكذب الفاجر، وهو غيرنا، يا ابن زياد)!!
واستمر ابن زياد في مداراة خزيه أمام الناس، فعاد يسأل البطلة:
كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك..؟؟
فأجابته في عزة إيمانها وتقاها:
(كتب عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم.. وسيجمع الله بينهم وبينك، فتختصمون عنده يوم القيامة)..!!!
ورأى الجبان أنه أمام بطلة صعبة المراس، فراح يجيل بصره في بقية آل البيت حتى وقع على غلام مريض ظن ابن زياد أنه فرصة ليدير معه حديثه المتوقح محاولا إظهار صلفه وغروره.
كان هذا الغلام (علي بن الحسين الأصغر) الذي صار فيما بعد إماما عظيما عرف باسم (علي زين العابدين).
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 137 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست