شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٨٨
وقوله وبين الجبر والقدر تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى وأن العبد غير مجبور على أفعاله وأقواله وأنها ليست بمنزلة حركات المرتعش وحركات الأشجار بالرياح وغيرها وليست مخلوقة للعباد بل هي فعل العبد وكسبه وخلق الله تعالى وقوله وبين الأمن الإياس تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى وأنه يجب أن يكون العبد خائفا من عذاب ربه راجيا رحمته وأن الخوف والرجاء بمنزلة الجناحين للعبد في سيره إلى الله تعالى والدار الآخرة قوله فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ونحن براء إلى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء المختلفة والآراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وحالفوا الضلالة ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال واردياء وبالله العصمة والتوفيق ش الإشارة بقوله فهذا كل ما تقدم من أول الكتاب إلى هنا والمشبة هم الذين شبهوا الله سبحانه بالخلق في صفاته وقولهم عكس قول النصارى شبهوا المخلوق وهو عيسى عليه السلام بالخالق وجعلوه إلها وهؤلاء شبهوا الخالق بالمخلوق كداود الجواربي وأشباهه والمعتزلة هم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء الغزال وأصحابهما سموا بذلك لما اعتزلوا الجماعة بعد موت الحسن البصري رحمه الله في أوائل المائة الثانية وكانوا يجلسون معتزلين فيقول قتادة وغيره أولئك المعتزلة وقيل إن واصل بن عطاء هو الذي وضع أصول مذهب المعتزلة وتابعه عمرو بن عبيد تلميذ الحسن البصري فلما كان زمن
(٥٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 ... » »»