الرسول إن كان عالما بها فهو مغضوب عليه وإلا فهو ضال ولهذا شرع الله لنا أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا غير المغضوب عليهم ولا الضالين وأما من يتعلق بقصة موسى مع الخضر عليه السلام في تجويز الاستغناء عن الوحي بالعلم اللدني الذي يدعيه بعض من عدم التوفيق فهو ملحد زنديق فإن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثا إلى الخضر ولم يكن الخضر مأمورا بمتابعته ولهذا قال له أنت موسى بني إسرائيل قال نعم ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى جميع الثقلين ولو كان موسى وعيسى حيين لكانا من أتباعه وإذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض إنما يحكم بشريعة محمد فمن ادعى أنه مع محمد صلى الله عليه وسلم كالخضر مع موسى أو جوز ذلك لأحد من الأمة فليجدد إسلامه وليشهد شهادة الحق فإنه مفارق لدين الإسلام بالكلية فضلا عن أن يكون من أولياء الله وإنما هو من أولياء الشيطان وهذا الموضع مفرق بين زنادقة القوم وأهل الاستقامة وحرك تر وكذا من يقول بأن الكعبة تطوف برجال منهم حيث كانوا فهلا خرجت الكعبة إلى الحديبية فطافت برسول الله صلى الله عليه وسلم حين احصر عنها وهو يود منها نظرة وهؤلاء لهم شبه بالذين وصفهم الله تعالى حيث يقول * (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) * إلى آخر السورة قوله ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا ش قال الله تعالى * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * وقال تعالى * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) *
(٥٧٧)