شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٧٠
دعوة الكواكب السبعة أو غيرها أو خطابها أو السجود لها والتقرب إليها بما يناسبها من اللباس والخواتم والبخور ونحو ذلك فإنه كفر وهو من أعظم أبواب الشرك فيجب غلقه بل سده وهو من جنس فعل قوم إبراهيم عليه السلام ولهذا قال ما حكى الله عنه بقوله * (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) * وقال تعالى * (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا) * الآيات إلى قوله تعالى * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) * واتفقوا كلهم أيضا على أن كل رقية وتعزيم أو قسم فيه شرك بالله فإنه لا يجوز التكلم به وإن أطاعته به الجن أو غيرهم وكذلك كل كلام فيه كفر لا يجوز التكلم به وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم به لإمكان أن يكون فيه شرك لا يعرف ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ولا يجوز الاستعاذة بالجن فقد ذم الله الكافرين على ذلك فقال تعالى * (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) * قالوا كان الإنسي إذا نزل بالوادي يقول أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه فيبيت في أمن وجوار حتى يصبح فزادوهم رهقا يعني الإنس للجن باستعاذتهم بهم رهقا أي إثما وطغيانا وجراءة وشرا وذلك أنهم قالوا قد سدنا الجن والإنس فالجن تعاظم في أنفسها وتزداد كفرا إذا عاملتها الانس بهذه المعاملة وقد قال تعالى * (ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) * فهؤلاء الذين يزعمون أنهم يدعون الملائكة ويخاطبونهم
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 ... » »»