شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٢٠
فرعون وأكثر الكافرين قال تعالى * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) * * (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله) * إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى وكأن الشيخ رحمه الله أراد المعرفة الكاملة المستلزمة للاهتداء التي يشير إليها أهل الطريقة وحاشا أولئك ان يكونوا من أهل الكبائر بل هم سادة الناس وخاصتهم وقوله وهم في مشيئة الله وحكمه إن شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله إلى آخر كلامه فصل الله تعالى بين الشرك وغيره لأن الشرك أكبر الكبائر كما قال صلى الله عليه وسلم وأخبر الله تعالى أن الشرك غير مغفور وعلق غفران ما دونه بالمشيئة والجائز يعلق بالمشيئة دون الممتنع ولو كان الكل سواء لما كان للتفصيل معنى ولأنه علق هذا الغفران بالمشيئة وغفران الكبائر والصغائر بعد التوبة مقطوع به غير معلق بالمشيئة كما قال تعالى * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) * فوجب أن يكون الغفران المعلق بالمشيئة هو غفران الذنوب سوى الشرك بالله قبل التوبة وقوله ذلك أن الله مولى أهل معرفته فيه مؤاخذة لطيفة كما تقدم وقوله اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام وفي نسخة ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بسنده عن أنس رضي الله عنه قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا ولي الإسلام وأهله مسكني بالإسلام حتى ألقاك عليه ومناسبة
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»