موجز مناقب الرسول وأهل بيته (ع) - عبد الله علي مطهر الديلمي - الصفحة ٣
المقدمة: - بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، الحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن، الحمد لله الذي أذهب الرجس عن آل بيت النبي وطهرهم تطهيرا، الحمد لله الذي أمرنا بمودة قرابة النبي والحمد لله الذي جعلهم أهل التقوى وأهل الزهد والفضل وأهل العلم والعرفان، والصلاة والسلام على أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وعلى آله الأئمة الميامين وحجج الله في أرضه.
أما بعد...
أخي القارئ الكريم لهذا الكتاب والذي هو مناقب العترة الزكية عترة النبي، والتي هي جزءا من فضائلهم ومناقبهم التي رواها أهل الصحاح والسنن والذي اختصرت في هذا الكتاب وأوردت فيه فضائل محمد وآل محمد من كتب إخواننا أهل السنة، وهذا غيض من فيض وقطرة من مطرة ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل الذي أورد في مسنده فضائل العترة كاملة ومن عدة طرق. لهذا فقد جعلت له جدولا كاملا وأوردت فيه الأحاديث التي أخرجها الإمام أحمد في مسنده رحمه الله، ويكفي أهل بيت النبي فضلا وتعظيما أن من لم يصلي عليهم لا صلاة له كما قال الشافعي رحمه الله. فقد خلقهم الله سبحانه وتعالى من الأنوار القدسية وطهرهم وصلى عليهم.
فإن ذكراهم لفرض من فروض الصلوات وقد قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن حيث قال (أني تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) الذي رواه مسلم في صحيحه وأحمد بن حنبل في مسنده.
نعم أخي الكريم هدانا الله وإياك إلى الحق وأهله، إن حب آل بيت النبي لا يكون بالكلام وإنما بالفعل والاقتناع والعمل بما قالوا وبما عملوا، فإنهم لم ينالوا هذه المرتبة العظيمة إلا بطاعة الله والتذلل والانقطاع له والعبودية له سبحانه وتعالى.
فمنهم من سمي زين العابدين ومنهم من سمي الصادق ومنهم من سمي ريحانتي رسول الله ومنهم من سمي الكاظم ومنهم من سمي حليف القرآن ومنهم من سمي يعسوب المؤمنين. فإن أسمائهم تدل دلالة قاطعة يقينية على اتصالهم بالله وقربهم إليه. أما أعمالهم فحدث ولا حرج، فقد عرفوا بالفضل والجود والكرم والبذل والعطاء.
ويكفي آل محمد فخرا بأنه أعلمهم وأكرمهم هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، رسول الإنسانية وذو الخلق العظيم، ويكفيهم فخرا بأن عليا أمير المؤمنين حبه إيمان والمؤمن في الجنة وبغضه نفاق والمنافق في الدرك الأسفل من النار.
الحديث مروي من حديث مسلم كتاب الإيمان ومسند الإمام أحمد بن حنبل، ويكفيهم فخرا بأن منهم سيدة نساء أهل الجنة وهي فاطمة الزهراء أم أبيها ومنهم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ومنهم أسد الله وأسد رسوله الحمزة سيد الشهداء ومنهم مهدي هذه الأمة الإمام المهدي الذي يملئ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
فيهم بدأ الله وبهم ختم، فهم حجج الله في أرضه وهم السلسلة الذهبية الطاهرة النقية، فهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى وهم العروة الوثقى من تمسك بهم نجى ومن تخلف عنهم غرق وهوى. وأني أدعو من خلال هذا الكتاب الاقتداء بهم والعمل بسنتهم لكي ننجو في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. فالمرء يحشر يوم القيامة مع من أحب فنرجوا الله سبحانه وتعالى بحقهم عنده أن يجعلنا من محبيهم والمجاهدين معهم تحت رايتهم وأن يشفعهم فينا وأن يهدينا إلى الحق باتباعه وينجينا من الباطل باجتنابه وأن يصلي على محمد وآل محمد ويرفع درجتهم ويرفع الغمة عن هذه الأمة.
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
عبد الله علي مطهر الديلمي اليمن - نمار ص. ب 87038 ت (501537)
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست