العقد الثمين في معرفة رب العالمين - حسين بن بدر الدين - الصفحة ٣٣
تعالى عالم بها فهو تعالى عالم بها، لأنها من جملة المعلومات، وعلمه (1) بها لم يحمل العبد على فعلها، ولم يجبره على صنعها كما تقدم (2).
(١) - في (ط): ولكن علمه. وما أثبته من (س).
(٢) - قال الإمام زيد في جواب رسالة جاءته من المدينة: " وذكرت أن قوما قد أقاموا على سخط الله تعالى وعصيانه، ومخالفته، وأنهم إذا نهوا عن ذلك قالوا: الله أراد هذا، الله قدر هذا. فأرسلوا أنفسهم في الذنوب، ولجوا في المعاصي، فأحببت أن أكتبت إليك ما أرى في ذلك.
والذي أقول في ذلك وأرضاه: أن تقرأ القرآن وتدبره، فتنظر ما أراده الله، وأوجبه فتضيفه إلى الله، وما كرهه فتضيفه إلى صانعه.
أرأيت قوله في كتابه: * (ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) * [الزمر: 7].
أرأيت قوله: * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * [البقرة:
185].
أرأيت قوله تعالى: * (وقالوا لو شاء الله ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) * [الزخرف: 20]، هذا كله قول الله عز وجل وهو أصدق من قولهم.
ثم إني أرتضي لك ألا تخرج العاصين من قدرة الله تعالى، ولا تعذرهم في معصية الله، ومن قال: إنه قد ملك أعماله مع الله فقد أشرك بالله، ومن قال: أنه قد ملكها دون الله تعالى فقد كفر بالله، ولكن القول الذي أرضاه في هذا الباب اتباع [لما في القرآن]، فإذا أطعت شكرت الله تعالى، وإن عصيت استغفرت الله تعالى ".